التفكك الأسري وأثره على انحراف الطفل
2020-07-15 10:31:00
2328

 تعد الأسرة نظام اجتماعي متكامل؛ لأنها الوسط الذي ينشئ فيه الطفل ويتلقى فيه المبادئ والقيم الاجتماعية والتوجيه والسلوك في المجتمع فهي مصدر الأخلاق والدعامة الأولى والإطار الذي يتلقى في الطفل دروس الحياة الاجتماعية ولكن الملاحظ اليوم هو أن معظم الأسر بصفة عامة تعرضت الى العديد من المشاكل نتيجة التطورات والتغيرات الاجتماعية الحاصلة ويعد التفكك الأسري أحد أهم المشاكل التي تعاني منها جميع المجتمعات وأدى الى حدوث التوتر والصراع داخل الأسر والتفكك الأسري يتم أخواتي بفقد أحد الوالدين أو كلاهما أو عن طريق الطلاق أو الهجر أو غياب رب العائلة مدة طويلة من الزمن أو وهناك من يطلق على التفكك الاسري تصدع الأسرة ومهما اختلفت التسميات الا أن المعنى واحد وهو انحلال العلاقات والروابط الأسرية بين أفراد العائلة الواحدة ويترك التفكك الأسري سواء كان جزئياً عن طريق الهجر أو السفر أو التفكك كلياً عن طريق الموت أو الطلاق أثراً بالغاً في نفسية الطفل فيعاني الطفل مشاكل وجدانية وعصبية تؤثر في حياته. 

ومما لاشك فيه أن الوسط الأسري الذي يعيش فيه ىالطفل أثر بالغ على شخصيته وأفكاره وسلوكه فاذا كان الجو الأسري يسوده الاضطراب والارتباك نتيجة التفكك العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وغياب السلطة الضابطة التي توجه وتحكم سلوك الطفل في مختلف مراحل حياته خاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة باعتبارهما الأساس الذي تتكون من خلاله شخصية الفرد. 

وقد توصلت اخواتي العديد من الدراسات أن أغلب الأطفال المشردين وأطفال الشوارع كانوا في الغالب عرضة للتفكك الأسري في مختلف مظاهره التي تجسدت في وفاة أحد الوالدين أو الطلاق أو الهجر أو المشاكل الأسرية المتعلقة بالشجار الدائم والمستمر بين الزوجين وما لكل ذلك من آثار سلبية على نفسية هؤلاء الأطفال وخصوصاً عندما يكون الشجار أمام الأطفال وأثر ذلك كله على قيمة ومكانة الأب بين الأولاد لأن الطفل بحاجة الى رعاية وتنشئة اجتماعية سليمة توجهه في المجتمع وتجعل منه شخصيته قوية وثابتة.

ومن أهم مظاهر الانحراف الأسري الهروب يعد هروب الأطفال اخواتي المثال الأول للانحراف عند الأطفال أما التشرد فيعد شكلا من أشكال الانحراف الاجتماعي ويرى بعض العلماء أنه من الصعب القيام بالتمييز بين الهروب والتشرد فالهروب يمكن أن يسمى تشرداً وذلك في حالة تكرار الهروب ويعد الهروب محاولة تشرد فاشلة وعليه فإن الهروب هو أزمة في حين إن التشرد ظاهرة مستمرة في الزمان وأيضاً من مظاهر التفكك الأسري على الطفل هو العدوان وهو عبارة عن سلوك يصدر إما عن الطفل اتجاه افراد آخرين ويكون هذا كرد فعل أما عن عدم رضا بالواقع الاجتماعي وأما ناتجاً عن النقص وأما يكون ناتجاً عن المشاكل الأسرية. 

وخلاصة القول أن مشكلة التفكك الاسري لها آثار سلبية على بناء وتركيبة الاسرة وأنماطها كما أدى هذا التغيير الى تغيير في الأدوار الاجتماعية لأفرادها خاصة وغياب ما يسمى بالضبط الاجتماعي وغياب الضمير الأمر الذي أدى الى ظهور قيم وعادات اجتماعية جديدة على حساب غياب عادات وقيم المجتمع الاصيلة وأن مشكلة التفكك الأسري هي مشكلة اجتماعية خطيرة سببها مشاكل اجتماعية كالشجار والصراع والنزاع الذي يحصل داخل الأسرة فيؤدي الى تفكك العلاقات الاجتماعية بين أفرادها وهو ما يؤثر على الطفل ويساعده على انسحابه من الوسط الاصلي والانحراف عن القيم والمعايير التي يحددها البناء الاجتماعي العام. 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج أسرتنا إلى أين؟- الحلقة العاشرة-الدورة البرامجية56.

 

 




تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا