تجربة الطفل الأولى مع النقود وحسن إدارته لها
2021/09/26
633

إن تجربة الطفل الأولى مع النقود يمكن أن يكون لها أثر انفعالي عميق، ومن الحكمة تدريب الطفل في سن مبكرة من حياته، وفي مستويات الدخل المختلفة على استعمال النقود، والسماح له بالتصرف في نقوده.

فالطفل بطبيعته مفطور على الجمع والتملك والادخار حسب بيئته الاجتماعية؛ إذ من المهم أن تكون المبالغ المعطاة للطفل مناسبة لسنه، وأن تُعطى له بانتظام، مع مراقبة سلوكه في التعامل مع النقود، كما أن من المهم أن يفهم الطفل أن المال شيء ثمين، ينبغي التعامل معه بشيء من الحرص.
فمن الأفضل أن يحصل الطفل على مبلغ ثابت منذ اللحظة التي يحتاج فيها إلى النقود لبعض المصروفات العارضة، إذ كما أن من المهم إن يفهم الطفل أن المال شيء ثمين، ينبغي التعامل معه بشيء من الحرص.

ومن المناسب ايضا اخواتي أن تتاح الفرص للطفل للتسوق لشراء ملابسه وألعابه وغذائه، ليدرك أن السلع المختلفة لها أسعار مختلفة، وأن السلعة الواحدة قد تكون لها أسعار متباينة.

ولا يخفى إن وجود القدوة السليمة للأطفال يساعد على سرعة التعلّم وغرس العادات والقيم واتجاهات الاستهلاك ومفاهيم ترشيد الاستهلاك وحسن التعامل مع النقود.

اخواتي الفاضلات يقول التربويون إن هذه المرحلة العمرية هي أنسب سن لتعليم الطفل عادات الاستهلاك الجيدة، وفيها يستطيع الاستقلال بقراراته المادية، كما يميل إلى التقليد في طريقة الصرف، فقد يميل إلى طريقة عمه أو جده أو أحد والديه، وهكذا.. كما يهوى كسب المال من عمل يده .
ويؤكد خبراء الاقتصاد أن معظم الناجحين وأكبر زعماء المال بدؤوا بمشاريع طفولية، ولو عدنا إلى تاريخنا المجيد لوجدنا خير البرية رسولنا محمد ـ صلى الله عليه واله وسلم ـ رعى الغنم في سن مبكرة لأهل مكة مقابل أجر زهيد ساعد به عمه أبو طالب في رعاية أسرته الكبيرة. 
كما ويمكن من خلال المصروف اليومي للطفل مستمعتي إنشاء وتربية جيل يقدر معنى التكافل الاجتماعي.. يهتم بغيره من الفقراء والمعوزين وذوي المحن ويرحمهم..
فمن الجميل أن يرتبط الطفل بجهة يتصدق إليها، بحيث يعرض عليه أكثر من جهة متخصصة في الإغاثة والأعمال الخيرية، وتوضح له مشاريعها، ويترك له حرية اختيار الجهة وربطه بها، ويعتبر الثناء على سلوكه أمراً مهماً، لا سيما أنه يقدم ذلك لوجه الله وابتغاء مرضاته، ويصبح هذا ديدنه.. أن يرسم البسمة على شفاه الآخرين.

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج المدبرات أمراً-الحلقة الثانية-الدورة البرامجية 64.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا