المرأة ريحانة
2020/11/19
900

اخواتي المستمعات الطيبات المرأة  في نهج البلاغة ريحانة عطرة ووردة فواحة خلقت للرقة والحنان وهي ام بالفعل خلقها الله تعالى لممارسة هذا الدور اولا وأخيرا لأنه هو الدور الحقيقي الذي تحقق فيه المرأة وجودها وأنوثتها ولقد خلقت المرأة وزدوت بطاقة الانجاب ورعاية الاسرة والاولاد بالاضافة الى ما أنعم الله تعالى عليها من العاطفة وقوة الصبر والتحمل ولا يخفى على أحد مالهذا الدور من اهمية في انشاء المجتمعات الفاضلة المنتجة والمعطاءة وعلى هذا لا يمكن تحميل المرأة اكثر من طاقتها واسناد الاعمال الشاقة والصعبة اليها هذه الاعمال التي تجردها من أنوثتها وتفقدها حيويتها ونضارتها ولذا فان مجال الاسرة هو عالم المرأة التي تحتاج فيه الى مودة الرجل وعنايته ورعايته حتى يستطيع أداء دورها بعين ملؤها الحب والرضا ولعل انتاج الأسرة الصالحة من أصعب المهمات لذا فالمرأة في بيتها منتجه وليست مستهلكة فإن الاختلاف بين مهمتها ومهمة الرجل يعود الى الاختلاف التكويني بين المرأة والرجل والاختلاف في الواجبات هو لمصلحة المرأة وحفظ انسانيتها وانوثتها فالمرأة لها حقوقها كاملة كامرأة دون أن تجبر على التحول الى رجل والتخلي عن أنوثتها وتحمل مهام الرجل.

فعندما خرجت المرأة للعمل لتعانق الالة خسر المجتمع نفسه وانحل وتفككت اوصاله ولذلك فان عودتها لبيتها لتنصرف لشؤون الزوج والاطفال والاسرة عودة لاواصر العائلة بالمحبة والمودة تغدقه المرأة على من حولها في بيتها وعودة الى الثوابت من أن دور المرأة هو دور أنثوي فقط ومسؤولية رعايتها هي من مهام الرجل الذي اعطاه الله تعالى حق القوامية على الأسرة قال تعالى في محكم كتابه الكريم: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) وقال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة).

فهذه الدرجة أخواتي يستحقها الرجل بحسن معاشرته لزوجته وسداد تدبيره لأسرته بقواميته وحسن الرعاية لأسرته وريحانته من أجل انشاء اسرة سليمة ومن قوامية الرجل على أن لا يضعها في موقف يناقض طبيعتها الأنثوية فيخسرها إنسانة أنثى فالمرأة ريحانة وليست بقهرمانة، فإذا كانت المرأة واعية ومثقفة ومتعلمة فإنها تستطيع إسداء النصح الى زوجها بحكمتها وقدرتها على استيعاب الأمور وقوة إقناعها هذا الراي ما توافق مع أحكام الشرع وما يمليه العقل كان محل تقدير ونظر وليس عند زوجها فقط وإنما في المجتمع.

والمرأة أيتها الأخوات خلقت للرقة والحنان فتغذي الرجل العاطفة والحنان وعلى الرغم من أن المرأة مظهر من مظاهر الجمال الإلهي فأنها تستطيع كالرجل أن تنال جميع الكمالات الأخرى، وهذا لا يعني لابد أن تخوض جميع ميادين الحياة كالحرب والأعمال الشاقة، بل أن الله تعالى جعلها مكملة للرجل، أي الرجل والمرأة احدهما مكملا للآخر وأخيراً إن كلام الأمام علي عليه السلام كان تكريماً للمرأة ووضعها المكانة التي وضعها الله تعالى بها، حيث لم يحملها مشقة الخدمة والعمل في المنزل واعتبر أجر ما تقوم به من أعمال في رعاية بيتها كأجر الجهاد في سبيل الله. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج تحت ظلال الأمير-الحلقة الخامسة- الدورة البرامجية57.


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا