معايير تقييم سمعة الأسرة
2020/11/12
665

 يعتبر النظام الداخلي للأسرة كاشفاً عن نمط حياة الأسرة، فإذا كانت الأسرة تسير على منهج منتظم يستمد هداه من تعاليم الاسلام والعادات والقيم الأصيلة، فهي أسرة متزنة يسودها الاستقرار، وهذا لا يعني أنها مثالية، لكنها مؤهلة لتجاوز العقبات، ولديها آليات العمل على حل مشاكلها، وتنظيم شؤونها، ويجتهد رُبّان هذه الأسرة – الأبوين - على أن يتخلصوا من أي فوضوية او لا نظام قد تنزلق فيه اقدام أفراد الأسرة، بدءاً من أعلى رأس الهرم في المسؤولية وانتهاء الى اصغر فرد فيهم.. وهذا الالتزام والمبدئية فيها سينعكس على علاقات افرادها بأفراد لمجتمع، ويدرك المحيطون انهم عائلة محترمة وملتزمة فتنال التقدير والتكريم الاجتماعي، وتكون موضع ثقة عند الجيران والمعارف، ويرغب الكثير بتشكيل علاقات متنوعة معهم: كالعمل والزواج منهم وصحبتهم.

 ومعيار كون الاسرة محترمة في المنظار الاجتماعي ينبغي ان يكون هو ما ذكرنا سابقا (تعتمد تعاليم الاسلام والعادات والقيم الاصيلة) ولكن قد يقع البعض في وهم وربما إلتباس في المفاهيم، فيعتبر المظاهر والشكليات هي المعيار في تقييم الاسر والعوائل، بل يتخبط البعض فتكون المصلحة والمنفعة هي معيار التقييم بالنسبة له، فإذا كان مستفيدا من هذه العائلة او الاسرة كـأن يكونوا جيرانه او يربطهم معه رابط قرابة او صداقة فهو يُقيّمهم بلحاظ الفائدة..! فهم بنظره عائلة محترمة ما داموا يوفرون له رصيداً اجتماعياً، إما لوجاهتهم مثلا أو نسبهم الرفيع او كونهم اثرياء ولديهم السيارات الحديثة والمنزل الفخم أو لديهم منصب وظيفي أو حكومي... ولكن اذا كانوا غير ذلك، فهم عائلة لا يُعبأ بها ولا قيمة لوجودها في المجتمع..!، فهذه معايير ذوقية ومزاجية خطرة جدا وضرر تأثيرها بصورة كبيرة في سمعة العوائل والأسر خصوصا في مجال الزواج او في مجال التوظيف والتعيين، فنلاحظ البعض يدمر سمعة أسرة وعائلة لمجرد لديه معهم خلاف شخصي فيقطع نصيب ذاك الخاطب او المخطوبة، والبعض يجعل سمعة عائلة ما في (القمة) وهي قد لا تستحق ذلك تملقاً وليُعمِق روابط المصلحة معهم، ويغطي على واقع حالهم فيتورط الخاطب او المخطوبة نتيجة تلك السمعة الموهومة والمفبركة عنهم والتي اساسها ذاك الشاهد المُدلس، ولذا جُعلت الشهادة أمانة في عُنق المُستشار حتى ورد عن النبي الاكرم (ص): (المستشار مؤتمن) (عوالي اللآلي: ج1/ ص135)، وهذا لا يكون إلا بأن تكون معايير المجتمع في تشخيص الاسرة المحترمة عن سواها من خلال معرفة مرتكز السمعة: هل هي منبثقة من سلوكها الاسلامي، واعتمادها الاخلاق محوراً في حركتها أم المظاهر والشكليات والدخل المادي هي محور سلوكها؟ هذه دعوة الى التريث في اطلاق الأحكام والعناوين على الأُسر والأشخاص دونما معيار صحيح وميزان قويم.

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: صدى الروضتين(صحيفة عامة مستقلة نصف شهرية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- شعبة الإعلام)/العدد/293.

حسن عبد الهادي اللامي


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا