تقدير الذات باعتباره فن من فنون التربية
2020/07/07
443

أختي المربية الفاضلة يعد تقدير الذات من الأمور التي يمكن أن تعزز الثقة في النفس وتجعل الشخص سعيداً وناجحاً في حياته، وهذا أمر مفروغ منه ويتردد على مسامعنا كثيراً، لكن ما قد لا يعرفه البعض منا أن تقدير الذات هو كتلة من المشاعر المختزنة لدينا حيال أنفسنا، أو «تصورنا لذاتنا»، منذ الطفولة، وتكبر معنا لتؤثر في دوافعنا وتوجهاتنا وسلوكنا، وحتى في قدرتنا على التكيف العاطفي. 

وتبدأ صور تقديرنا للذات في وقت مبكر للغاية من حياتنا، فيتولد شعور بالإنجاز لدى الطفل الذي لا يزال يتعلم المشي ويتمكن من الوصول إلى نقطة محددة. فمع محاولته وفشله ومحاولته مجدداً وإخفاقه، ثم نجاحه في نهاية الأمر، يتمكن من تطوير أفكار حول قدراته. 

ولهذا فإن تنمية شعور طفلك بالثقة وتقدير ذاته يعتبر درعا يقيه على المدى البعيد من كل ضغوط الحياة.

مع الضيفة:

كيف تكتشف الأسرة ان طفلها بحاجه الى تنميه تقدير الذات؟

ما الأسباب التي تجعل لدى الطفل توقعات قليله عن نفسه؟

إن الأطفال الذين لديهم تصور جيد عن أنفسهم هم أكثر مرونة في التعامل مع الصراعات ومقاومة الضغوط، وبالتالي أكثر قدرة على التمتع بالحياة. فهذه النوعية من الأطفال تتمتع بالواقعية والتفاؤل بوجه عام.

فلابد هنا من مشاركة الأبوين لمساعدتهم على تكوين تصور صحي عن أنفسهم، وعلى التفاعل مع الأشخاص الآخرين، ومنحهم الحب، فهذا يسعدهم ويساعدهم على الإنجاز.

تذكر أن تثني على طفلك، ليس فقط لقيامه بمهمة ما على نحو طيب، وإنما أيضا للمجهود الذي بذله.

ولابد أيضاً من تحديد وتصحيح الأفكار غير المنطقية لدى الطفل بشأن أنفسهم، سواء كانت تتعلق بالجمال أو القدرات أو أي شيء آخر، ومساعدته على إقرار معايير أكثر دقة وواقعية في تقييمه نفسه. على سبيل المثال، الطفل الذي يبلي بلاء حسناً للغاية في التعليم، لكن يواجه صعوبة كبيرة في تعلم الرياضيات ربما يقول: «لا يمكنني فهم الرياضيات، أنا طالب فاشل»، ويعد ذلك ليس تعميماً خاطئاً فحسب، وإنما هو اعتقاد سيهيئ الطفل للفشل الحقيقي، وعليه، ينبغي العمل على تشجيعه على النظر إلى الموقف من منظور واقعي كأن نقول له: «أنت طالب جيد، والرياضيات ليست سوى مادة تحتاج إلى تخصيص مزيد من الوقت لتعلمها، وسنعمل على ذلك معا».

كما ويتعين على الاسرة إبداء كثير من الحب تجاهه، باحتضانه وإخباره أنك فخور به، والإشادة به بصورة متكررة وبصدق، من دون اللجوء إلى المبالغة، ذلك أن بإمكان الأطفال التعرف على الكلمات الصادقة النابعة من القلب.

وأخيراً لابد من خلق بيئة منزلية آمنة ومحبة، فالأطفال الذين يفتقرون إلى الشعور بالأمان أو يتعرضون لسوء المعاملة في المنزل، أكثر عرضة لحالات احتقار الذات، ومن الممكن أن يصبح الطفل الذي يشاهد والديه في شجار وجدال متكرر مكتئباً ومنطوياً، وبالتالي عليك التعامل مع هذه الأمور بصورة حساسة، لكن سريعة.

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج عبق الزنبق- الحلقة الحادية عشرة -الدورة البرامجية-57.

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا