التحفيز الإيماني للأطفال
2020/05/10
440

أخواتي العزيزات إن الواقع الذي تشهده مجتمعاتنا الاسلامية في الآونة الأخيرة يشهد تيارات دخيلة عليه من شتى الأشكال وتتنوع في ماهية عولمة الهوية الإسلامية الأصيلة ولا تقتصر تلك التيارات على فئة أو مذهب دون آخر بل تصطاد الكل وبدأت في تغيير الكثير من الأمور والعادات والتقاليد التي تتبع الدين والعقل فمثلاً ، بدأت تستهدف في الاساس اللباس والحشمة وتنوعت في هذا ثم تغلغلت حتى باتت تتحكم في العقل والمنطق وتوجه هذه الموجة الخارجية سهامها الى الكل وللاسف أننا نجد أن البعض يكون فريسة سهلة لهذه الافكار الدخيلة وأول الضحايا هو الأطفال كونهم سريعي الاستجابة ولا يفكرون كثيراً قبل أن يقرروا ويتجاوبوا مع هذه الامور فتتكون شخصيتهم على أساس خاطيء وهم غداً رجال المستقبل وبُناتها فكيف يمكن أن يؤسّسوا الأساس الصحيح اذا لم يكن أساسهم هم صحيح ؟؟؟

لنلتفت قليلاً ونرجع الى الواقع الذي تعيشه الاسرة ... هل هنالك وقت كافٍ للتحدث بين أفرادها حول أهمية الصلاة والعبادات الاخرى؟ هل يطبق الوالدان هذه العبادات بالشكل الصحيح الذي يجعلهم أفضل قدوة يقتدي بها أبناؤهم !!؟


هذه هي اللبنة الاولى في التربية بعد أن يكون الطفل ذا وعي وإدراك فانه يطبق ما يراه من الأهل الوالدين بالدرجة الاولى ويكون في بداية الأمر مقلداً فقط غير واعٍ لما يفعله وذلك بفطرته البريئة ثم تتطور هذا التقليد ليكون جزءاً من شخصيته خصوصاً اذا كان الجو الاسري مملوء بالإيمان والمبتعد عما حرم الله تعالى وتعليم الطفل بالحلال والحرام وعاقبة من يقوم بالحرام كالكذب والغش والسرقة وترك العبادة وسائر الامور الأخرى ولننظر الى كل ما نعلمهم إياه على أنه قطرة تتجمع لتكون أعذب نهراً أو على أنه ذرة من حبات رمل تتجمع لتكون جبلاً من الايمان والوعي الذي لا يمكن أن تجرفه التيارات الدخيلة المنحرفة بأي شكل من الاشكال.

أخواتي العزيزات، إن التحفيز الايماني للطفل تخلق شخصاً مقدراً لذاته ذو شخصية قوية من مميزاته أنه متفائل ومتوكل على الله في كل أموره الحياتية صغيرها وكبيرها ويكون مبادر للخيرات قادر على حل نزاعات الاخرين والتفاهم معهم ويكونون راضين وقانعين بما رزقهم الله سبحانه وتعالى

يعتقد البعض أن هذه المفاهيم جميعها تنطوي تحت مظلة الثقافة والحداثة أو مهما تكن تسميتها ويعمل البعض جاهدا حتى يستطيع أن ينال كل هذه الصفات التي ذكرناها من التفاؤل والقناعة وغيرها ويظن الكثيرون أنهم قادرين بالحصول عليها من القراءة والدراسة فقط ، متناسين أنهم أن درسوا في أعظم مدرسة وهي مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) سينالون أعلى المراتب واعظمها لانهم (عليهم السلام) المدرسة الاولى لحياة الانسان ولم يكن أهل البيت(ع) في منحى بعيد عن الطفل وسلوكه وتربيته وارشاداتهم وأحاديثهم تنفع لكل زمان ولكل وقت ولكل مشكلة قد يمر بها الفرد سواء في تربيته لأطفاله أو في تربيته لنفسه وبالتأكيد من لم يهذب نفسه.

ويربيها على ترك المعاصي واجتنابها وكف الاذى عن الغير لن يتمكن من تهذيب وتربية الطفل مهما كانت البيئة التي يعيش فيها أي على الانسان أن يربي نفسه أولاً ويتدارك ما فاته منها إذ أن تغيير الذات اختياري وليس جبري وسيرى عندئذٍ عاقبة ذلك على اسرته واطفاله بالتأكيد.

لنجعل أخواتي العزيزات من القرآن أحلى صوت نفتتح به صباحنا وننهي به يومنا ويكون البيت مفعم بجو من الايمان ينعكس على الافراد جميعهم بشكل ايجابي اذ ان الدراسات الحديثة اثبتت حتى النبات يتأثر بشكل ايجابي مع صوت القرآن فما بالنا مع الانسان الذي انزل الله تعالى له القرآن وشمله بهذا العطف اللامتناهي؟

ولا نترك أقوال أهل البيت (عليهم السلام) في كل صغيرة وكبيرة ولهم أيضاً احلى الروايات التي تذكر من سيرتهم فيها المتعة والفائدة والتشويق لكل من يقرأها ويا حبذا لو نرفد ابناؤنا بالكتب التي تحويها ونحببها اليهم كي يستفيدوا منها ويقتدوا بالعترة المعصومين عليهم السلام وهذه الامور تزيد وتحفز النزعة الايمانية الكامنة في فطرة الاطفال والمراهقين بشكل عام.

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج المفاتيح البيضاء- الحلقة الثامنة- الدورة البرامجية54.

 

 

 

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا