أهمية الاحترام بين الزوجين
2020/02/04
21015

الزواج هو مؤسسة اجتماعية بالغة الأهمية في حياة كل رجل وامرأة، تبنى هذه المؤسسة على الحب والتفاهم والاحترام والود بين الزوجين، حيث يتعاون كل طرف من أجل بناء بيت الزوجية على أسس وأركان سليمة من الصعب هدمها فهي راسخة قوية برسوخ الاحترام والحب المتبادل بين الزوجين. 

لماذا الاحترام؟

ومن المؤكد أنه لا يختلف اثنان على أنه لا حياة زوجية بدون احترام، فالاحترام بين الزوجين هو قيمة في حد ذاته لابد من الحفاظ عليها ومراعاتها بغض النظر عن الحب أو الظروف أو الإمكانيات أو أي شيء، فالحياة التي يهين فيها أحد الزوجين الآخر بالألفاظ والتصرفات ولا يراعي مشاعره وأحاسيسه لا هي حياة ولا هي زوجية ولا يمكن أن تستمر، بل لا نبالغ إذا قلنا إنه من الخطأ أن تستمر، ولذا علينا أن نراعي الآتي: 

- احترمي زوجك أثناء الحوار
فلا يجوز لكِ التقليل من شأنه، أو الاستخفاف بأفكاره وأرائه، فكل انسان يعبر عن وجهة نظره بطريقته الخاصة، ولكل منا وجهة نظر لا يشترط أن تكون متوافقة مع كل الأطراف، ولذا عليكِ بقبول فكر زوجك، والتحاور معه في جو يسوده الود والهدوء، وابتعدي قدر الامكان عن المشاحنات.

- احترام الخصوصية: احترام خصوصية زوجك، وحقه في الاحتفاظ بجانب من أسراره بعيداً عنكِ يعطي له قدر من الأمان والحرية، امنحى زوجك بعض الوقت للانفراد بنفسه، أو للخروج مع أصدقائه، أو زيارة أقاربه، فالرجل بطبعه لا يطيق الزوجة المتلصصة المترقبة لكل تصرفاته، امنحيه شيئاً من الحرية من أجل أن يشعر أن الزواج ليس سجن بل هو قمة الحرية.

- احترمي مشاعر زوجك: أصعب اللحظات بين أي زوجين تأتي عن طريق اللسان، فلسانك وانتقائك للكلمات مع زوجك لع بالغ الأثر عليه، فإذا جرحتيه يوماً بكلمة تخدش رجولته أو مشاعره ثقي أنه لن ينسى تلك الاهانة بقية عمره، ولذا كوني حريصة على احترام مشاعر زوجك، فالنظرة الحانية واللمسة الدافئة أفضل بكثير من كلمة يمكن أن تفقدك الكثير.

- احترمي أهل زوجك: لا بد أن يدرك الزوجان أن أهل الإنسان هو جزء لا ينفصل منه وحبهم وتواصله معهم وإعطاؤهم حقوقهم فضلاً عن أنه فرض ديني فهو كذلك احتياج نفسي وإنساني، ولا بد لمن يريد أن يراعي شريك حياته ويساعده على أداء واجباته نحو أهله أن يحترم هو أهله، يحترمهم باللفظ والإشارة والمجاملة والمساعدة والزيارة وتفقد أحوالهم، وسواء يستطيع المساعدة في أداء هذه الواجبات أو مجرد مساندة الطرف الآخر وإتاحة الفرصة له لأداء هذه الواجبات، فلا بد أن نعرف أن هذه مساحة مهمة جدًّا من الاحترام مهما كان مستوى الأهل المادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو سلوكهم وتصرفاتهم فليس الواصل بالمكافئ.

- احترمي طموح زوجك: لا تستهتري بأحلام زوجك وطموحاته، فمن المؤكد أن لكل من الزوجين أهدافاً وطموحات وأحلاماً في الحياة يتمنى تحقيقها ويحاول ذلك رغم الصعوبات والانشغال بمسئوليات الحياة فلماذا لا يعيش كل من الزوجين مع الآخر في أحلامه وطموحاته، ويحاول كل من الزوجين احترام هذه الأحلام ومساعدته في تحقيقها بدلاً من تسفيهها والاستهزاء بها تحت مدعاة مسئوليات الحياة وعدم وجود وقت أو أموال أو أن البيت أولى بالوقت والمال.

- الحب هو الاحترام: إن الحب بين الزوجين هو ما يخلق الاحترام، أما إذا فقدنا الحب فبالطبع سيغيب الاحترام، مؤكداً بأن "الحياة الزوجية الكريمة لا يمكن أن تستمر إلا باحترام كلّ من الطرفين للآخر، وأداء حقه بسماحة وطيب نفس، مشيراً إلى أنه "ينبغي لكل من الزوجين أن يتعرف على حق الآخر عليه، وهذه الحقوق منها ما هو مشترك بينهما، ومنها حقوق خاصة للزوج، ومنها حقوق خاصة للزوجة".

وأكد الباحثون أن الحقوق مشتركة بين الزوجين، فلا حق للزوج وحده ولا حق للزوجة وحدها، فالاحترام واجب على الطرفين، بدءاً بالمعاشرة بالمعروف وحسن الخلق، والطاعة وحسن المظهر، وانتهاءً بمشاركة كل منهما للآخر في التعاون على أمور الحياة وتربية الأبناء وإدارة الأسرة، مشدداً على أن طاعة الزوجة لزوجها من أكبر مظاهر الاحترام، وهو واجب شرعه الدين الإسلامي وكل الأديان السماوية.

المشاكل الزوجية موجودة في كل بيت، لكن المهم هو كيف نعالج هذه المشاكل هل بذكاء أم بالصراخ، وماهي آليات الاحترام بين الزوجين؟

الاحترام المتبادل بين الزوجين: الاحترام بين الزوجين فن وموهبة لدى الكثيرين، حيث يساعد في تحقيق حياة زوجية سليمة ومستقرة بالنسبة لهم ولأبنائهم.
ومن هذا المنطلق تدعو الأبحاث والدراسات التي أُجريت في الجامعات العربية كل الزوجات لإبراز الاهتمام بكل صوره تجاه الزوج، وكذلك الإطراء على أعماله.

كذلك تقدير واحترام الزوجة، وما تبذله من جهود مضنية لإسعاد أسرتها، يعمل بالأساس لتحقيق السعادة في هذا المجال، وعند مناقشة الموضوع بين الأزواج والزوجات، أكدوا أنه في كل يوم يزداد فيه الاحترام المتبادل بين الزوجين، تزداد بالتبعية حقيقة وواقعية المودة والرحمة بينهما في إحدى أهم صورها ومظاهرها.

-الاحترام بالتبادل لا التفاضل: لكن بالبحث في هذا المجال، نجد أن الاحترام فضيلة منسية، حيث يتعامل معظم الأزواج مع زوجاتهم بطريقة غير لائقة، وتتطور فيما بعد لأسوء وضع يمكن أن يتوصل إليه زوجان تحت سقف واحد، من المفترض أن يسود بينهما مشاعر التواصل والمودة والرحمة، وما أجمل أن يكون بالتبادل لا التفاضل بين الزوجين، وأجمل منه وأعلى وأسمى عطاءً، أن يكون الحب صادقاً ونابعاً من قلب محب لا ينتظر المقابل.

وتقول باحثة في هذا المجال (العلاقات الزوجية) أن مظاهر الاحترام المتبادل بين الزوجين كثيرة، وقاسمها المشترك مراعاة المشاعر، فمنها: (مظاهر داخلية) بين جدران عش الزوجية، من خفض جناح، ولين جانب، وحسن إنصات، وأدب في الحوار، وتحفظ من إظهار حدة أو شدة أمام الصغار، حيث إن مراعاة وجود الصغار بين الزوجين يجب ألا نغفله، حتى لا يترك الشجار أثراً سيئاً على نفسية الصغار.

ومنها (مظاهر خارجية) ومثال ذلك حسن الخلق وكرم النفوس، لدرجة لا نرى الزوجة مثلا تذكر زوجها في مجالس النساء إلا بخير، ولا تراه يذكرها بِدوره لدى الآخرين في مجالس الرجال إلا بخير؛ فإذا اجتمعا في مكان واحد مثل بيت عائلة أحدهما أشرق الاحترام من كل منهما للآخر في أبهى صورة.

ومن أهم الأشياء الواجب مراعاتها، والتي تكتمل وجهة نظر الاحترام المتبادل بين الزوجين، هو حفظ غيبة كلا الزوجين للآخر، في المال والنفس والعرض والأولاد، لأن المسؤولية متبادلة أيضاً بينهما.

وحول الاحترام المتبادل بين الزوجين، يجب أن يحيط كلا منهما الآخر بمشاعر الحب والإحترام، أمام الغرباء، وأن يكون في المقدمة من حيث الاهتمام، وأهم شخصية في الحاضرين، عندمايكون هناك حفلات عائلية، أو تواصل بين الأقارب، حيث يؤكد ذلك مشاعر الود المتبادل بين الزوجين، مما يحفظ حياتهما في إطار من السعادة الدائمة.

-الاحترام في الأماكن العامة: يؤكد الباحثون في مجال العلاقات الأسرية، على ضرورة أن يقوم الاحترام والتقدير على أساس متبادل، لأن الاحترام مطلوب من الزوجين تجاه بعضهما البعض، لأنه يحفظ كرامة الزوجين ويرفع من شأنهما، وهذا يستلزم أيضا تعويد الأبناء على احترام والديهما، إضافة إلى احترام أفراد الأسرة داخل وخارج المنزل.

- مودة واجبة: لابد أن يدرك الزوجان أيضاً، أن أهل كل زوج هم جزء لا ينفصل منه، والحب والتواصل معهم وإعطاؤهم حقوقهم، هو احتياج نفسي وإنساني، كما هو احتياج ديني، ولا بد لمن يريد أن يراعي شريك حياته ويساعده على أداء واجباته نحو أهله أن يحترم هو أهله، أي يحترمهم باللفظ والإشارة والمجاملة والمساعدة والزيارة وتفقد أحوالهم، وسواء يستطيع المساعدة في أداء هذه الواجبات أو مجرد مساندة الطرف الآخر وإتاحة الفرصة له لأداء هذه الواجبات، فلا بد أن نعرف أن هذه مساحة مهمة جدا، مهما كان مستوى الأهل المادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو سلوكهم وتصرفاتهم.

الحياة الزوجية بدون إحترام هي والعدم سواء

لا يختلف اثنان على أنه لا حياة زوجية من دون احترام متبادل، فكلمة الاحترام في حد ذاتها تعد قيمة لابد من الحفاظ عليها ومراعاتها بغض النظر عن الحب أو الظروف أو الإمكانيات أو أي شيء، فالحياة التي يهين فيها أحد الزوجين الآخر بالألفاظ والتصرفات ولا يراعي مشاعره وأحاسيسه لا هي حياة ولا هي زوجية ولا يمكن أن تستمر.
 
ومن المهم أن نعلم أنه إن احترمت الزوجة زوجها أمام أسرته وأسرتها فهذا من شأنه أن تكبر حتما في نظر زوجها والعكس صحيح؛ لأن إحترام المشاعر وضرورة احترام الزوج بين الناس يؤدي إلى استقرار حياتهما الزوجية، كما يجب أن يطيب كل منهما خاطر الآخر عند حدوث خلاف، من خلال المديح والثناء، حتى تعود الحياة بين الزوجين كما كانت، وألا نترك الخلاف والمشاحنات تكبر فتتعقد المشكلة أكثر، فالذكاء الزوجي الذي يجب أن يكون هنا هو كسب الآخر باحترام بلا انفعال، وذلك من خلال لباقة الحديث، وفن الحوار.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج صباح الكفيل - الحلقة الثامنة - الدورة البرامجية 44.

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا