لحياة زوجية سعيدة .. حاربي الملل
2020/01/31
783

في بداية الزواج يبدي كل من الزوجين جهده لإسعاد الآخر، ويعطي عطاء يجعل من الآخر أسعد إنسان في الوجود، وبعد قليل أو كثير تصبح الحياة جامدة وروتينية، وتصبح الشعارات هي حقي وحقك، وواجبي وواجبك، وهناك تقييم مستمر لدور كل طرف من الطرف الآخر، وهناك عين حارسة ترصد مقدار العيوب ولا ترصد أي شيء من المميزات، وتصبح الأمور التي كانت تُصنع بدافع المحبة والمودة حقاً لابد من أداءه، واجباً لابد من تنفيذه، ولا مناص أو مهرب منه، وهنا تضطر الظروف صاحبها إلى التخلي عمّا كان يفعل، فالأعباء كثيرة والمسؤوليات مجهدة له، ولا وقت للأساسيات فما بالك بالفرعيات، فالروتين والرتابة والملل من أعداء الحياة الزوجية وهذا الملل يظهر عند الرجال والنساء، وقد تعتبر المرأة أن نهاية الحياة هي الزواج، والذي كان كل أملها وطموحها، وبعد الزواج لم يعد لديها أي طموح، ومن ثم تقوم كل يوم بنفس الروتين الذي كانت عليه في اليوم السابق، كل شيء في حياتها الزوجية يتم بانتظام ورتابة، وذلك أكبر الأخطاء التي تقع فيها الزوجة، فالحياة تجديد والجديد فيها له بهجته، حتى ولو كان التجديد في مواعيد الأكل والنوم والراحة.

وهنالك الكثير من الأمور تسبب الملل، أمور تتعلق بشخصية أحد الزوجين، فقد تكون نظرته إلى نفسه مثالية فيبحث عن شريك لا نظير له؛ وهي واحدة من المشاكل ما قبل الزواج، حيث يبني الشباب للشريك صورة مثالية.

وأحياناً يتدخل الآخرون في العلاقات الزوجية، والمحيط كثيراً ما يلعب دوراً مؤثراً عند بعض الأزواج، فالإنتقادات والضغوط من الآخرين خاصة من الأسرة والأب والأم والأقارب تثير الرفض لدى الزوج عن زوجته، ولهذا نبّه الرسول(صلى الله عليه وآله) ألا يفسد أحد زوجة على زوجها.

وكذلك فإن الإختلاف في الرأي والعادات يمكن أن تؤثر أيضاً في طبيعة الإختلافات في الآراء والأفكار، والإختلاف في طبيعة الأسرة التي ينحدر أحدالزوجين فيها، والمستوى التعليمي وغيره.

ومع خصوصية الأسباب لدى البعض إلا إن الزوجين عليهما أن يدركا خطورة الموقف مع ظهور مؤشرات الملل وإستمرارها لفترة طويلة؛ وتراجع إيقاع الحياة والمشاعر بين الزوجين؛ وسَيَران الدور الإنفعالي بينهما، ولذلك على كل منهما المبادرة إلى دراسة للأسباب التي تدفعه إلى الملل وتحميل نفسه قدراً من المسؤولية.

بعد إنقضاء فترة على الزواج، ومهما كان الزواج سعيداً فإن الملل يبدأ بالتسرب إلى الحياة الزوجية، وذلك بفعل عوامل خارجية، فبعد أن يستقر الزوجان ويبدآن بالتعوّد على أسلوب الحياة المشترك، لابد من الحفاظ على السعادة الزوجية ورعاية العلاقات الصحيحة؛ لتمتد لسنوات طويلة وإلى الأبد، وحتى تتمكني من ذلك نقدم لكِ بعض النصائح التي ستساعدك على الإستمتاع بحياة زوجية سعيدة رائعة:

-لا تعزلي نفسك عن العالم عند البدء بالعلاقة الزوجية؛ فإن الزوجين يكونان سعيدين بحيث لا يدركان أنهما لا يقومان بالإختلاط مع المجتمع، فهذا الأمر يؤدي بالنهاية إلى إصابة الزوجين بالملل بعد فترة من الزواج، لذلك يُنصح بأن يقوم الأزواج الحديثون بالإختلاط حتى لو لم يشعرا بالرغبة في ذلك؛ هذا الأمر يُبقي على العلاقات الإجتماعية وعلى التواصل مع الناس، إضافة إلى أنه يخفف من توتر العلاقة الزوجية بفعل العزلة اللاإرادية المفروضة على الزوجين.
عزيزتي الزوجة، كونك متزوجة لا يعني أن تقومي بالإختلاط مع النساء المتزوجات فقط وأن نقتصر حياتك على الزوج، حاولي أن تحافظي على صداقاتك القديمة وعلى صديقات غير متزوجات، تنوعين في علاقاتك لتتجنبي الملل.

كوني فريقاً ناجحاً مع زوجك إذا كانت السعادة الزوجية محور حياتك، لا تنسي أن تحافظي دوماً على دعمك المتواصل لزوجك وعلى دعمه لكِ، أي أن تقفي إلى جانبه وتدعميه في الأيام التي يشعر فيها بالتعاسة؛ بالمقابل سيقوم هو بدعمك في اللحظات التي تشعرين أنك بحاجة له.

ابتعدي عن النمطية؛ حاولي دائماً أن تكوني متجددة في حياتك وفي مظهرك وفي طريقة معيشتك مع زوجك، بحيث تقضين على الروتين والملل اللَّذين يقتلان السعادة.

الملل هو أحد الأزمات الكبرى والخطيرة التي تهدد الحياة الزوجية، وهو أحد الصفات التي تنتاب الإنسان بدوافع نفسية أساسها البحث عن الجديد والإستكشاف ورغبة في التغيُّر والتنوُّع، وكذلك قلقه الدائم وخوفه المستمر من عدم مقدرته على الإستمرار دون جديد أو دون بديل.

والملل عامل مشترك يتواجد في جميع البشر تحت ظروف مختلفة وبدرجات متفاوتة في الشدة، تتوقف على مدى صبره وقوة احتماله وعلى تكوين شخصيته وتركيبها وعلى عوامل خارجية تعتمد على تكرار المؤثرات الخارجية بصورة فيها كثير من الرتابة والروتين العقيم، ومما لا شك فيه أن الزوجة هي الدينامو المحرك للحياة الزوجية باعتبارها محور الأسرة الذي يُلقى حوله كل أفرادها، وأن العلاقات الزوجية أسمى العلاقات الإنسانية وأرقاها على الإطلاق، وهي العلاقات الإجتماعية التي إذا وضعت في إطارها الصحيح أصبحت سدّاً منيعاً وحِصناً قوياً ضد المرض النفسي بشتى أنواعه، فإن أكثر الخلافات والصراعات الزوجية يرجع سببها إلى الملل، ويدعو هنا المختصون للقضاء على هذه الآفة الزوجية بمحاولة الزوجات التغيُّر المستمر حتى تظهر كل يوم بشكل جديد، والشكل هنا لا يعني المظهر المادي فحسب بل والمعنوي أيضاً، فيمكن للزوجة أن تسعى دائماً إلى خلق جو متجدد دائماً في الأسر؛ وذلك بظهورها بمظهر لائق ومتغيِّر من ناحية الملبس وشكلها العام؛ يمكنها أن تخلق جواً من الحديث الجديد كلّما أتيحت لها فرصة التحدث مع زوجها، بحيث يكون هناك تنوع في أسلوبها في الحديث، ويطلب من الزوجة أيضاً أن تخلق المناسبات السعيدة المتجددة في الأسرة، مثل الزيارات والرحلات وغيرها، وأن تراعي دائماً أي فرصة لخلق هذا الجو من المرح، وإن كانت المناسبة بسيطة ولو لمجرد مناسبة يقصد بها إجتماع أفراد الأسرة دون أي جهد مادي وفي حدود إمكانيات الأسرة.
هناك الكثير من الطرق التي نلجأ إليها للتخلص من الملل؛ مثلاً:

- إكتشاف إيجابيات في الطرف الآخر، والتذكّر بأن الآخر ليس سيئاً كلياً ولو كان كذلك لمَا اختاره من أول لحظة.

-التذكر بأن هذه الطريق ليس في صالح الطرفين وأنه سيؤدي إلى مزيد من التأزم؛ وأنك في الحقيقة تحتاجين إلى الإستقرار والسعادة، ويمكنك إيجادها مع هذا الشريك ببعض التطويرات.

-إستخدام الكلمات السحرية والمفاتيح السرية للذكريات الجميلة، وحينها ستري أن جبل الجليد بدأ يذوب.

- دعمه وإسناده، وتمكينه من تعزيز قدراته في التعامل معك، فيمكن للمرأة أن تظهر مزيداً من اللطف والأنوثة مع دعم الزوج لها، وكذلك يمكنها أن تنتظر من زوجها إستجابات رائعة مع دعمها وإسنادها.

- إستثمار الآمال والأحلام المشتركة في الدفع إلى نظرة جديدة ومشرقة للمستقبل.

- يجب على الزوجة ملأ وقت الفراغ في قضاء الواجبات تجاه المحيطين بها، والعناية بالمظهر والإعتناء بالثياب أو الترويح عن النفس بالنزهة والعناية بالصحة وممارسة بعض التمرينات الرياضية.

- أن تحافظ الزوجة على الإهتمامات المشتركة بينها حتى مع وجود إختلاف في اهتماماتها، فمن الضروري إيجاد الوقت لمشاركة كل منهما الآخر.

- أن تدعو الزوجة الأقارب للعشاء أو لتناول الشاي، فعلى الرغم من أن ذلك يبدو عملاً إضافياً، فإن معظم الأزواج يصر على أنه عمل مريح للنفس طالما أنهم مقربون، فتشعران معهم بأنكما على طبيعتكما، فإن ذلك يكسر الملل ويزيد التقارب بين الزوجين.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج مساكن طيبة - الحلقة السادسة - الدورة البرامجية 32.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا