إنّ مسألة المسؤولية بين الأزواج في الشريعة الإسلامية تُبنى على مبدأ التوازن والرحمة والاحترام المتبادل، وهي ليست مجرد تقسيم للمهام، بل نظام متكامل من الحقوق والواجبات ينبع من الرؤية الإسلامية للأسرة باعتبارها مؤسسة إنسانية وتربوية وروحية.
أولاً: الأساس الشرعي للمسؤولية
فقد أكد القرآن الكريم أنّ الحياة الزوجية شراكة تقوم على المودة والرحمة: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ (الروم: 21).
ثانياً: مسؤوليات الزوج
من خلال مضامين الروايات الشريفة، يظهر أنّ على الزوج مسؤوليات أساسية، منها:
1- النفقة: فعلى الزوج تأمين حاجات الزوجة الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن.
2- المعاملة بالمعروف: بحسن الخلق، والرفق، والصبر على الزوجة.
3- القوامة والقيادة الرشيدة: وتعني تحمل المسؤولية واتِّخاذ القرار بما يحفظ كيان الأسرة، لا التسلط أو الإكراه.
ثالثاً: مسؤوليات الزوجة
إنَّ الزوجة في تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) شريكة في بناء الحياة، وليست خادمة أو تابعة، لكنّها تتحمل دورها بما يحفظ الأسرة، فمن مسؤولياتها:
1- الستر والعفاف: بالحفاظ على الشرف والعِرض.
2- حسن التبعّل: أيْ: حسن التعايش مع الزوج، باحترام الزوج وتقدير جهوده.
3- عدم الخروج من البيت بدون إذن الزوج (في بعض الحالات الخاصة)، وهذا الحكم يحمل خصوصية شرعية ويختلف بحسب ظروف العصر، وغايته تنظيم العلاقة، لا التقييد التعسفي.
رابعاً: الشراكة والتكامل
يركّز أئمة أهل البيت (عليهم السلام) على أنّ العلاقة الزوجية ليست تنافساً أو صراعاً على الحقوق، بل هي تعاون وتكامل، ففي بيت علي وفاطمة (عليهما السلام) وُزعت المهام؛ فالسيدة فاطمة (عليها السلام) تقوم بأعمال المنزل، والإمام علي (عليه السلام) بما يحتاج إلى الخارج، وهذا مثال الأنموذج المتكامل والعادل.
__________________________________________
النهضة الحسينية وتأثيرها في النفوس
كيفية التقليل من إدمان الهاتف الذكي؟!