حين يتسارع نبض القلب فجأة، ويضيق
التنفس دون سبب واضح، أو حين تحاصرنا الأفكار حول ما لم يحدث بعد،
فنحن على الأغلب نعيش حالة قلق، لكن ما هو القلق فعلًا؟ ولماذا يظهر
في حياتنا؟ وكيف يمكننا تجاوزه؟
توضح الدكتورة شيماء ناصر، المتخصصة
في الطب النفسي، أن القلق هو حالة طبيعية يشعر فيها الإنسان بالخوف
أو التوتر كرد فعل على خطر حقيقي أو متوقَّع، وتقول: “القلق في حدّه
الطبيعي يحفّز الإنسان، ويساعده على التركيز، ويُعدّ جزءًا من
آلية الدفاع التي يستخدمها العقل للحفاظ على سلامة الجسد
والنفس”.
لكن الخطورة، كما تشير الدكتورة،
تكمن في تحوّل هذا القلق إلى حالة مستمرة تؤثر على جودة الحياة،
وتُقيد الإنسان في دائرة من الخوف والتوقعات السلبية، فهنا
يصبح “قلقًا مرضيًا” يتطلب تدخّلًا نفسيًا.
أسباب القلق متعددة، منها ما يرتبط
بالتفكير المستمر بالمستقبل، أو بتضخيم احتمالات الخطر، أو نتيجة
مواقف سابقة تركت أثرًا داخليًا لم يُعالج. وفي كل الحالات، فإن
العلاج يبدأ بالوعي،
تقول الدكتورة : “نستخدم أداة بسيطة
وفعالة تُعرف بجدول تصحيح الأفكار، نُسجّل فيه المواقف التي تثير
القلق، والأفكار المصاحبة لها، ثم نعيد النظر فيها بموضوعية من خلال
مطالبة النفس بإيجاد دليل على صحة الفكرة… هذه الخطوة كفيلة بكشف كم
التهويل الذي يمارسه العقل أحيانًا”.
القلق لا يجب أن يُخيفنا، بل علينا
أن نفهمه، ونحتوي أسبابه، ونتعامل معه بلطف ووعي. ففي داخل كل إنسان
قدرة على استعادة الطمأنينة، متى ما قرر أن يواجه لا أن
يهرب.
أفياء الحسيني