أبوة سماحة السيد السيستاني (دام ظله)
2025/02/26
108
أبوة سماحة السيد السيستاني (دام ظله)

لو كنتُ من مِلّةٍ أخرى أو بلدٍ غريب لقادني الشرُّ في هذا العالم لمعرفة رموز الخير، ولتساءلتُ عنهم وكيف حافظوا على ملكوتيتهم، وفطرتهم، ومبادئ دينهم، في هذا الزمان.
أو ربما سأسأل عنهم حتى لو كنتُ من مذهبهم نفسه وعشت حياتي مع أسمائهم وأفعالهم، سأذهل في كل موقف لهم يعيدني إلى نقطة الصفر حتى كأني لا أعرفهم من عظيم ما يقومون به.
بعد كل هذه الأحداث، وكل هذا العمر الذي وصل له السيد السيستاني أريد أن أعرفه مجدداً، طرأت عليّ هذه الفكرة بعد أن سمعت طفلة من لبنان تشرح بلباقتها كيف عوّضها دفء السيد السيستاني عن دفء الوطن بعد نزوحها إلى كربلاء، وبعد أن رأيت وصلاً ورقيّاً أعدّه مكتب السيد السيستاني يملؤه النازح السوري ليحصل على مبلغ يكفيه احتياجاته.
هذان الموقفان غير جديدين عليه، ولا هما بداية مواقفه ولا نهايتها، لكنهما جعلاني أجد ترابطاً بين السيد السيستاني والوقت، في هذين الموقفين كنا في وقت عصيب جداً، بالرغم من أننا نشاهد المعاناة، فالله يعلم بشعور أصحاب المعاناة، في مثل هذا الوقت وظروفه وعقباته والعالم كله إما عدو أو ساكت، تأتي ألطاف هذا السيد بأشكال كثيرة، كما جاءت في وقتها المثالي في المواقف التي مرّت علينا نحن أهل العراق.
نعم، لو كنتُ من غير ملة ودين أو هكذا على ما أنا عليه، سأسأل عن النبع الصافي الذي استقى منه السيد، سأبحث في بطون الكتب والروايات عن تعامل أهل البيت (عليهم السلام) مع الأزمات، عن أخلاقهم مع القريب والبعيد، عن رحمتهم، عن فيضهم، سأبحث عن أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن أصحاب كل الأئمة (عليهم السلام)، في صفاتهم، جلوسهم وقيامهم، علمهم وحكمتهم.. لأرى كيف أجاد السيد السيستاني الاقتداء.
لو كنت من ملّة أخرى فسوف أعتنق هذا الدين الإسلامي الحنيف، وأما وأنا على دينه فسوف أشعر في كل موقف له أنني أعتنق الدين من جديد، أو أزداد يقيناً وحبّاً واعتزازاً به.
لقد وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوم آخر الزمان بأنهم يؤمنون بسوادٍ في بياض، وأنت والله يا سيدنا بياضٌ في هذا الزمن، وسوف أراك دعوة عظيمة دعا لنا بها صاحب العصر والزمان (عليه السلام)، تخفف عنّا عناء غيبته وانتظاره، وأنك لطفٌ من ألطافه، لا يفي شكرنا إياه عليك ولو تقطعت ألسنتنا.

✍️ زهراء حسام

__________________________________________

نشرة الخميس/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1024.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا