لا تترك التربية!
2024/12/29
150
لا تترك التربية!

إذا كنت غير قادر على قضاء الوقت مع أطفالك لتربيتهم، فسيجد شخص آخر فرصته لإفسادهم، فالأبناء هم أمانة عظيمة ومسؤولية كبيرة على عاتق الوالدين، والتربية ليست مجرد توفير المأكل والملبس، بل هي غرس القيم والإيمان في نفوسهم منذ الصغر.
ولنا في القرآن الكريم نماذج للقدوات مثل نبي الله يعقوب (عليه السلام) الذي لم يمنعه مرض الموت من السؤال عن أعظم قضية؛ وهي التوحيد، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ (البقرة: 133).
سألهم عن دينهم لا عن دنياهم؛ لأنّ العظماء يدركون أنّ النجاح الحقيقي في تربية الأبناء هو اطمئنانهم على إيمانهم واستقامتهم على طريق الله تعالى.
في عصرنا الحالي تواجه الأسرة تحديات كبيرة مثل التكنولوجيا التي تفتح أبواباً واسعة لأفكار غريبة، وضغط الأقران الذي يؤثر على سلوك الأبناء، وانشغال الوالدين الذي قد يؤدي إلى غياب التوجيه الصحيح، لذا يجب على الآباء أن يكونوا حاضرين في حياة أبنائهم بالمتابعة المستمرة والحوار الهادف وغرس التوحيد في قلوبهم منذ الصغر، وتعزيز علاقتهم بالله تعالى والقرآن الكريم، وأن يكونوا قدوة لهم في السلوك والأخلاق، فلا يكفي أن نؤمِّن لهم حياة مادية جيدة! بل يجب أن نطمئن على أساسهم الديني والأخلاقي وأن نستودعهم الله تعالى بالدعاء المستمر، فالأبناء هم المستقبل وهم الاستثمار الحقيقي، فلا تدع انشغالك يبعدك عن أهم أدوارك في حياتك.
أسِّسهم على التقوى والحق حتى يكونوا صالحين ومصلحين في مجتمعاتهم، فكما اهتم يعقوب بمصير أبنائه الديني في آخر حياته علينا أن نجعل ذلك أولوية في حياتنا جميعاً ونقول: ربنا توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين.

✍️ الشيخ حسين التميمي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1016
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا