هي ليست رعاية؛ أي توفير وسائل العيش،
وليست تعليم؛ أي نقل المعلومات من عقل إلى عقل، التربية هي إحياء
الطاقات والقابليات، وكلُّ إنسان يولد وعنده طاقات، فهناك طفل عنده
طاقة الفن والرسم، وهناك طفل عنده طاقة الرياضة، وهناك طفل عنده طاقة
الحركة، وهكذا.
التربية؛ أن تستخرج طاقة الطفل
وتحولها إلى واقع وسلوك، التربية إحياء الطاقات وإثارة القابليات
لتنتج سلوكاً وواقعاً، فالتربية أعمق من الرعاية، وأعمق من
التعليم.
لأجل ذلك تناول العلماء مفهوم التربية
ببحث موسع، مثلاً عندما نأتي إلى روسو العالم الفرنسي، أو كانت العالم
الألماني تحت عنوان: (كيف تحيي طاقة طفلك؟ كيف تحيي قابلية طفلك؟ كيف
تربيه بإحياء طاقاته وقابلياته؟ يقولان: هناك فرق بين العادة وبين
التربية، مثلاً هناك إنسان يدخن، هذا التدخين عادة وليس تربية، وهناك
إنسان معتاد إذا خرج من البيت أن يلبس جورب، هذه عادة وليست تربية،
وهناك إنسان معتاد إذا تحدث فإنّه يتحدث بصوت عالٍ، هذه عادة وليست
تربية.
العادة؛ هي التفاعل لا عن وعي وتُقيم
عليه، أنت تفاعلت مع المدخنين وأصبحت مدخن لا عن وعي ولا عن تفكير، في
حين أنّ التربية تفاعل عن وعي وقناعة؛ لذلك تختلف التربية عن العادة،
تختلف التربية عن أي انفعال آخر، التفاعل عن وعي وقناعة وتدبر هو ما
يسمى بالتربية، فإذن التربية هي إخراج هذه القابليات والطاقات إلى
الواقع الملموس.
✍️ السيد منير الخبَّاز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ
(مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد ١٠٠٨.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري
تحدث معنا