رسائل تربوية / 3 المعلم بآثاره
2024/11/04
18
رسائل تربوية / 3
المعلم بآثاره
تجلت عظمة الخالق سبحانه وتعالى بما
في الكون من نعم سخرها وجعلها طوع الإنسان، يتصرف بها كيف يشاء، ولولا
الإلهام الإلهي لما كان بمقدور الإنسان أن يصل إلى ما هو عليه من تقدم
ورخاء؛ لذلك فآثار النعم جلية لا تحتاج إلى مَن يدلُّنا على
فاعلها.
فأيُّها المعلم: إن كنت عظيماً فأظهر
عظمتك بآثارك التي تركتها على المتعلمين؛ علماً وخلقاً وأدباً، أنت
رسول في مهنتك، والرسالة ما لم ترتبط بأسلوب راقٍ في التعامل فإنّها
لن تصل، وإن وصلت فلن تكون مقبولة؛ لأنّ مرسلها لم يتقن الاتصال
الناجح مع الطرف الآخر! إنّ التعامل السمح مع المتعلم سيجعله يستقبلّ
كلّ ما يوجه له، ليس خوفاً بل إيماناً بك أيُّها المعلم..
(بدلاً من لوم الفاشلين فلنحاول أن
نفهمهم ونعلمهم كيف يصبحون ناجحين)..
لولا الظروف المحيطة والمؤثرة لما قام
الفرد منا بأي سلوك، لذا فمهمتك أيُّها المعلم أن تدرس الظروف،
وبخبرتك ترشد المتعلمين إلى كيفية التغلب عليها، بل وتسخيرها لصالحهم،
فأنت الدليل والمرشد لهم.. أفهمهم قبل أن تلومهم، حاورهم قبل أن
تنتقدهم، ستجد عيوناً وقلوباً وآذاناً متلهفة لسماعك والعمل
بنصائحك.
(أعمق مبدأ في طبيعة الإنسان هو
التماس الثناء والتقدير)..
هناك حاجة أساسية داخل كلِّ فرد منّا
تكمن في الحاجة إلى الثناء والتقدير، والمتعلم فرد ضمن المجموعة
البشرية، وقد يكون أشد الناس وأكثرهم حاجة إلى الثناء والتقدير من
معلمه لكي يواصل المسيرة، وما لم يشعر المتعلم بذلك من قبلك فلا تتوقع
منه الارتقاء، لذا كن مشجعاً ومحمساً لهم.. اجعل تقديرك لهم دافعاً
للأمام، وسبيلاً للاستمرار والتقدم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ
(مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد1008.
✍️ علي أكرم