الجفاف العاطفي: مشكلة العصر الحقيقية؟
2024/10/27
44
الجفاف العاطفي: مشكلة العصر
الحقيقية؟
أنعام حميد الحجية
في ظل تسارع نمط الحياة الحديثة، يبرز
الجفاف العاطفي كأحد التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع. لقد أصبح
الأفراد أكثر انشغالًا بأنفسهم، وأقل انفتاحًا على تواصل عاطفي حقيقي
مع الآخرين. فهل الجفاف العاطفي الاجتماعي هو مشكلة العصر
الحقيقية؟
يعتقد البعض أن الغرور والتعالي
والعزلة عن الناس، إلى جانب ضياع الثقة في التعامل وتزايد حب الأنا
والأنانية، هي من أبرز العوامل التي تسهم في هذا الجفاف العاطفي. ومع
ازدياد التركيز على الاهتمامات المادية، قد يغيب عن الكثيرين الأهمية
الكبيرة للجانب الروحي والنفسي الذي يعزز التواصل الإنساني. فهل
أصبحنا ماديين إلى حد يدفعنا لإهمال القيم التي تدفع إلى بناء مجتمع
يقوم على التعاون والتراحم؟
المثير للقلق أن المجتمع يبدو متوجهًا
نحو عزلة فردية، وكأن الخوف من الانصهار في الآخر يعيق انفتاح الأفراد
على بناء علاقات قائمة على المحبة والاحترام المتبادل. لكن يبقى
السؤال: ما الذي يمنعنا من أن نتعامل مع الآخرين بابتسامة ودودة
وبأسلوب خلوق؟ أليست هذه هي أبسط صور محبة الإنسان للناس؟
يبدو أن الجفاف العاطفي مسألة تحتاج
إلى إعادة نظر وإلى تعزيز الوعي بضرورة إحياء الروابط الإنسانية، لأن
فقدانها يعني انحدارًا في قيم التعايش والتواصل، وربما ضياعًا لما
يجعل الحياة أكثر دفئًا وإنسانية.