تلك مشكلتي... الماضي الذي لا ينتهي
2024/09/09
150
تلك مشكلتي... الماضي الذي لا ينتهي
ايلاف سعدي
ما الذي ينقص المرأة في حياتها
الزوجية؟ البيت؟ الأولاد؟ الحب والتفاهم؟ كل هذه الأشياء متوفرة في
حياتي. أعيش حياةً مليئة بالحب والرضا مع أسرتي. ولكن مشكلتي ليست في
الواقع الذي أعيشه، بل في الأسئلة التي يطرحها زوجي باستمرار عن
الماضي الذي سبق زواجنا.
زوجي يرغب في معرفة كل شيء عن حياتي
قبل الزواج. يريد أن يعرف ما إذا كنتُ
قد فكرت يومًا في الزواج من شخص آخر،
حتى لو كانت مجرد فكرة عابرة. يسألني عن كل تفاصيل حياتي السابقة، كيف
كنت أفكر، وما هي مواقفي في مختلف الأمور. يصل به الأمر إلى أن
يطالبني بالقسم لتأكيد ما أقول، رغم أنني أؤكد له باستمرار حبي
وإخلاصي وسعادتي التي أحمد الله عليها.
لكن ما أريد مناقشته هنا هو: هل من
الطبيعي أن يطالب الزوج بمعرفة كل تفاصيل حياة زوجته السابقة؟ هل يجب
على المرأة أن تُخبر بكل شيء، حتى تلك الأمور التي قد لا ترغب في
الحديث عنها؟ أليس من حقها أن تحتفظ ببعض الذكريات الخاصة
لنفسها؟
المشكلة هنا ليست في كتم الأسرار، بل
في أن هذا الضغط المستمر يدفع المرأة أحيانًا إلى التفكير في إخفاء
بعض التفاصيل البسيطة. قد يكون هذا الأمر بدايةً لمشكلة أكبر، حيث تجد
المرأة نفسها أمام خيارين: إما أن تواجه تلك الأسئلة بصراحة قد تؤدي
إلى توتر العلاقة، أو أن تلجأ إلى الكذب البسيط لتفادي
الجدال.
الحل الأفضل، في رأيي، أن يقوم الرجل
بالبحث والتأكد من الأمور التي تشغله قبل الزواج. السمعة، التربية،
والأخلاق هي عوامل مهمة يجب أن يأخذها الزوج بعين الاعتبار قبل الدخول
في الحياة الزوجية. بعد الزواج، يجب أن يتم بناء العلاقة على الثقة
المتبادلة، بعيدًا عن نبش الماضي والبحث عن تفاصيل قد لا يكون لها أي
تأثير على الحاضر.
في النهاية، على الرجل أن يدرك أن
الحياة الزوجية تستند إلى الاحترام المتبادل والتفاهم، وليس على
التدقيق في كل خطوة من الماضي. فالثقة والراحة النفسية هما المفتاح
لبناء حياة عائلية مستقرة وسعيدة.