التسلط: مرض الشخصية أم نقص في الثقة؟
2024/09/02
108
التسلط: مرض الشخصية أم نقص في
الثقة؟
زينب سامي
شخصية المتسلط هي إحدى الشخصيات
المثيرة للجدل في المجتمع، إذ يتميز هذا النوع من الأفراد بتصلب في
التعامل مع الآخرين، والنظر إليهم على أنهم مجرد أدوات لتحقيق رغباته.
لا يحترم المتسلط إنسانية أحد، ولا يرى الصواب والخطأ إلا من خلال
منظوره الخاص، خاصة عندما يتعلق الأمر بحاجات الآخرين. فما هي طبيعة
هذه الشخصية؟ ولماذا يتسم المتسلط بهذه الصفات السلبية؟
المتسلط غالبًا ما يظهر جمودًا
وبرودًا في تعامله مع الناس، ويرى نفسه محقًا دائمًا دون اعتبار
لمشاعر أو آراء الآخرين. مثل هذه الشخصية تعدّ من الأنماط المريضة،
حيث يفتقر المتسلط إلى المرونة والتعاطف، ويتعامل مع من حوله كأنهم
موجودون فقط لخدمته وتلبية رغباته.
وفقًا لأحد الأطباء المختصين في علم
النفس، فإن الشخصية المتسلطة تعاني من عقدة نفسية عميقة، تنعكس في
سلوكيات وتصرفات تقود الآخرين إلى مشاكل كبيرة وكوارث أحيانًا. هذا
النقص الذي يشعر به المتسلط يحاول تعويضه من خلال فرض سيطرته على
الآخرين وإملاء شروطه عليهم.
لكن ما هو العلاج لمثل هذه الشخصية؟
من المهم أن يدرك المتسلط أن انفتاحه على ذاته ومراجعة سلوكه قد
يساعده في التعايش السليم مع الآخرين. التقبل المرن والقدرة على
الاستماع إلى الآخرين يمكن أن يعزز من ثقة الشخص المتسلط بنفسه،
ويجعله يتخلى عن سلوكياته المتسلطة. فالثقة بالنفس ليست مرتبطة
بالسيطرة على الآخرين، بل بالقدرة على التواصل والتفاعل بإيجابية
معهم.
في نهاية المطاف، يجب على المجتمع أن
يعي أن شخصية المتسلط ليست سوى انعكاس لمشاكل نفسية عميقة، وأن العلاج
يكمن في تعزيز الثقة بالنفس والتعامل بمرونة مع الآخرين. هذا الفهم قد
يساعد في تقليل آثار التسلط وتحقيق توازن صحي في العلاقات
الاجتماعية.