إن العلاقة الزوجية تمثل إحدى أهمّ الروابط الإنسانية التي تحمل في طياتها أعظم التحديات والمخاطر على مستوى الأمم والأفراد، فقد جعل الله تبارك وتعالى هذه العلاقة المقدّسة آية من آياته في القرآن الكريم، حيث قال عزّ وجلّ: ﴿وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً﴾ (الروم: 21)، وقد سمّى الله سبحانه في كتابه الكريم عقد النكاح الذي يرسّخ هذه العلاقة بالميثاق الغليظ، فقد قال الله العزيز في كتابه الكريم: ﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً﴾ (النساء: 21).

لهذا تولي الشريعة الإسلامية اهتماماً كبيراً بصون وتعزيز هذه العلاقة العظيمة، ويظهر هذا الاهتمام بوضوح من خلال النصوص القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة الواردة في الزواج، بما فيه من استقرار واضطراب، وهذه التأثيرات لا تقتصر على حياة الزوجين فقط، بل تنعكس على المجتمع بأسره إيجاباً وسلباً، ويتجلّى ذلك فيما يلي:

1- تؤثر طبيعة العلاقة الزوجية على الحالة النفسية والسلوكية للأزواج، وبالتالي على إنتاجيتهم وفعاليتهم في المجتمع. فالتوافق الزوجي ينعكس إيجاباً على الأداء الاجتماعي والحياة العامة، بينما يؤثر الاضطراب في العلاقة الزوجية سلباً على الإنتاجية والسلوك في المجتمع.

2- يظهر تأثير العلاقة الزوجية بشكل كبير على تربية الأطفال وتنشئتهم، حيث يحصل الأطفال الذين ينشؤون في بيئة أسرية مستقرة على رعاية وتربية أفضل، بينما يكونون الضحايا في حالة الاضطراب والصراع بين الوالدين.

3- تؤثر حالة العلاقات الزوجية على وحدة وتماسك المجتمع، حيث يمتد تأثير الصراعات الزوجية إلى أفراد الأسرة ومحيطهم، وقد تؤدي هذه الصراعات إلى تفاقم الخلافات والنزاعات وحتى تهديد أمن المجتمع بشكل عام.

لذا، فإنه من الضروري بذل الإمكانات والجهود لخلق وعي وثقافة صحيحة تساعد الأزواج على فهم أهمية هذه العلاقة المقدّسة، ومعرفة أسس الزواج الصحيح والتي قد لا يلتفت الزوجان إليها إلا في اللحظات الأخيرة، مما قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على الأمور وزيادة الاضطراب بين الزوجين، وكذلك قد يؤدي إلى خلق شرخ بين الأبوين وأولادهما! مما يؤثر سلباً على تربيتهم وتنشئتهم النشأة الصحيحة، وهذا بدوره سينعكس على المجتمع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 983.
العلوية أزل ضياء