إحسان الزوج إلى زوجته
2024/02/18
547

عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: «رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته، فإنّ الله عزّ وجلّ قد ملّكه ناصيتها، وجعله القيّم عليها»، (من لا يحضره الفقيه: 3/443)..
لقد أمر الإسلام المسلم بالتعامل بالإحسان مع الآخرين، فقال تعالى:﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، (النحل: 90).
وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): «رأس الإيمان الإحسان إلى النّاس»، وقال (عليه السلام): «نعم زاد المعاد الإحسان إلى العباد»، (ميزان الحكمة: 2/391).

ولا شكّ أنّ الأمر بالإحسان إلى مَن لهم صلة وعلاقة أكبر بالإنسان يكون آكد وأشدّ، كالإحسان إلى الوالدين، وإحسان الوالدين إلى الأبناء، والأرحام إلى بعضهم البعض، والزوج إلى زوجته، والزوجة إلى زوجها.. ورواية الإمام الصادق (عليه السلام) التي تصدّرنا بها الحديث تدعو الزّوج إلى الإحسان لزوجته، إحساناً في كل ما يمكن أن يتصوّر من تعامل الزّوج مع زوجته ومن علاقته معها، أجمله الحقّ سبحانه وتعالى في قوله: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ﴾، (النساء: 19)، تلك المعاشرة التي تدلّ في إطلاقها على ألّا يتصوّر في فرد من أفرادها ولا مصداق من مصاديقها ألّا تكون كذلك..

وهو ما يوحيه قول النبيِّ الأعظم (صلى الله عليه وآله): «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»، (من لا يحضره الفقيه: ٣/٥٥٥)، خيريّة يوصف بها من كانت جميع تصرفاته مع أهله وعلاقته بهم متّصفة بذلك، حيث لا تبعيض لا في الإحسان ولا في المعاشرة ولا في الخيريّة، فليس الأمر بالإحسان المدعو إليه الزّوج في تعامله مع زوجته هو في جهة من تعامله معها وعلاقته بها دون جهة أخرى، ولا المعاشرة والخيريّة المطلوبة مطلوبة في جهة دون أخرى.. فأحسنوا إليهن وعاشروهن بالمعروف وكونوا لهنّ خيراً مطلقاً.

ويعدّ إحسان كلِّ واحد من الزوجين للآخر العامل الرئيسي في بقاء علقتهما الزوجية، وإضفاء طابع الاستقرار عليها، وإيجاد جوٍّ من المودة والألفة والمحبّة بينهما، فيعيشان حياة تنعم بالسعادة ويسودها السلام والأمان، وعدمه يعطي نتائج عكسية سلبية، حيث يكون سبباً في تهديد الحياة الزوجية بعدم الدوام والاستمرار، فيقضي في أغلب الحالات على استقرارها، ويحدث جوّاً من الشقاق والنزاع والتخاصم بين الزّوجين لا سيما إذا كان عدم الإحسان متحققاً لا من أحدهما بل منهما معاً.

 

 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 971.
الشيخ حسن عبد الله


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا