إنّ على الاسرة اليوم أنْ تربّي ابناءها على حبّ الإمام المهدي عليه السلام، فعلى الاب أنْ يرفد البيت بما يحتاجه من كتب ومجلات وصوتيات ومرئيات تنمي العقيدة الموعلى هذا المبدأ أو القاعدة، يسير كل مجتمع أو دولة أو أُمّة، إذا ما وضعت السعادة هدفاً في حياتها، فتعتني بالأسرة وتهتم بدورها، حتى ينشأ الجيل وفق الإيجابية التي نطلبها فيها.
والمسلمون كأمّة، وحيث أنها تنتظر
ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) يجب عليها مراعاة الأثر المهم
للأسرة في هذا الأمر أيضاً، خصوصاً فيما يتعلق بقضية التمهيد للظهور
المبارك، والأمر يحتاج إلى التفات إلى بعض النقاط الفعّالة
منها:
1- زرْع حبّ الإمام المهدي (عليه
السلام) في قلوب أفراد الأسرة، وتربية أبنائها على ذلك، فعلى الأب
أنْ يرفد أسرته بما يحتاجه من وسائل ترتبط بالإمام المهدي(عليه
السلام) من كتب ومجلات وصوتيات ومرئيات تُنمّي العقيدة المهدوية،
وعلى الأُم أنْ تستغل أوقاتها في تعزيز الثقافة المهدوية في
أولادها.
2- إنّ الأطفال يميلون إلى الترفيه أكثر من الانضباط والتحكم بطاقاتهم الجسمية والفكرية، فيستطيع الأب والأم أنْ يتفنّنوا في طرح القضية المهدوية فيما يلائم هذا التوجه عند الأولاد، كما في إقامة المسابقات، وتقديم الجوائز والحوافز إزاء حفظ معلومات، أو قراءة أناشيد، أو قصص، وحتى روايات تتعلق بالقضية المهدوية، أو تمثيل مشهد في ذلك.
3- مراقبة الإعلام داخل البيت، وضبطه على ما ينفع الأولاد بحيث لا يضر بعقيدتهم، فإنّ للإعلام طرقاً مشوّقةً ومنمّقةً في عرض ما يريد، فينبغي الحذر من سمومه المخلوطة بالعسل.
ولهذه الأهمية المتعلقة بدور الأسرة
نفهم تأكيد بعض الروايات على دور المرأة في دولة الإمام المهدي(عليه
السلام)، جاء في (بحار الأنوار) أنّ أبا جعفر الباقر(عليه السلام)
قال: "وتؤتون الحكمة في زمانه، حتى أنّ المرأة لتقضي في بيتها بكتاب
الله تعالى، وسنّة رسول الله(صلى الله عليه وآله)"، ففي الوقت الذي
تذكر الرواية أنّ المجتمع سيؤتى الحكمة، تؤكّد على دور المرأة في
ذلك المجتمع، وأنّها ستكون عالمة بالقرآن والسنّة، تحكم فيهما في
بيتها، وذكر هذا الدور
للمرأة عقيب ذكر إتيان الحكمة للمجتمع، يشير إلى أنّ لها وللأسرة
دوراً مهماً في وصول المجتمع إلى تلك المرحلة، مرحلة
الحكمة.
أنّ غاية كل مؤمن ان يلتحق بركب المسيرة الإلهية التي يقودها الأنبياء والأوصياء ومن هو أجدر بقيادة هذه المسيرة غير وليّ الله الأعظم الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف)ولئن ظفرنا بشرف الالتحاق بهذه المسيرة فهذا كل ما نبغ..
كما أن العقيدة بالإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه يجب ان تخلق تطورا في حياة الإنسان الرسالي على أساس العقيدة به وعلى أساس قبوله أو رفضه لما يقوم به الإنسان الرسالي في هذه الحياة، قال تعالى في كتابه العزيز: {لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قويّ عزيز}، إن هذه الآية تشير الى هدف إرسال الأنبياء ومناهجهم بصورة دقيقة، فلقد كانوا مسلّحين بثلاث وسائل وهي الدلائل الواضحة واالكتب السماوية ومعيار قياس الحق والباطل، وهذه الأسلحة هي بهدف أن تكون الأفكار والمفاهيم التي جاء بها الأنبياء فاعلة ومؤثرة وتحقق هدفها المنشود وهو (ليقوم الناس بالقسط) أي أن يتربّى الناس على العدل والقسط بحيث يصبحون واعين له داعين إليه سائرين في هذا الاتجاه بأنفسهم، فالقسط هي الغاية المنشودة التي بعث الله بها الأنبياء وختم الوصاية والأوصياء بخاتمهم المنتظر (صلوات الله وسلامه عليه) وكما ورد في الدعاء: "السلام على بقية الله في بلاده وحجته على عباده المنتهي إليه مواريث الأنبياء ولديه موجود آثار الأصفياء".. وكذلك حديث الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) وهو خاتم الأنبياء تشير الى هذه الغاية (المهدي منا أهل البيت.. يملئ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا)، وبهذا يتبين أنّ برنامج عمل الإمام نازل من السماء وخطة عمله نشر العلم وإقامة العدل على الأرض برمّتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج بانتظار الآتي - الحلقة
السابعة -
الدورة البرامجية 77.
الحسد.. آفة القلوب وسخط السماء