الصبر بين الزوجين
2023/12/02
307

من البيت تبدأ السعادة ويبدأ الشقاء، ومفتاح ذلك بيد الزوجيْن قبل غيرهما، حيث أن كثيرا من البيوت عندما بلغت حدا لا يُطاق من عدم الاستقرار المفضي حتما إلى الخراب وتسليم الأطفال إلى الشارع وبالتالي اتساع نطاق الضياع الاجتماعي وتفشي الآفات المختلفة التي لن تقدر المدرسة وغيرها على مواجهتها حتى لو أرادت ذلك.

وعندما تكون أجواء الأسرة ساحة للنازعات والاشتباكات يجعل من الحياة مريرة تغتال إشراقتها وبهجتها وتشكل عقبه تقف سدا يحول دون تكامل الإنسان. في حين يسلب النزاع العائلي ذلك ويشغل بال الانسان بتلك الخلافات وتأخذ من المرء جهده واعصابه ووقته غافلا عن كثير من واجباته في هذه الدنيا بل انها قد تقوده الى الهاوية والسقوط.

فالبعض نراهم ينكصون على أعقابهم ويستسلمون لدى أول تجربه في حياته وخصوصا الأزواج الجدد الذين شكلوا أسرا حديثا تنهار وتتفكك وتنتهي إلى مأساة ظنا منهم أن الحياة الزوجية عالم مليء بألوان السعادة لكن في الحقيقة ان الحياة زاخرة بالمتاعب والمكاسب وتتطلب إنسانا صبورا لكي يمكنه خوضها بنجاح. حيث نرى السبب وراء تهدم العلاقات الزوجية هو عدم التمكن من حل الخلافات والنزاعات الحاصلة بينهما والتي تتطلب الصبر والتحمل.

الحياة أشبه بمسرحية ذات بُعد رسالي قيم جدا وكل من الزوجين له دوره الخاص فلا بد من التعايش مع الدور لكي يوصل الهدف الرسالي بالمستوى الذي وضع لأجله فحب الدور سببا في نجاح إيصاله.

كذلك شخصية الإنسان تتناسب تناسب طرديا مع إمكانية تحمله وصبره كلما كانت امكانيته عالية كان مدى مواجهته لمشاكل الحياة أهون عليه سواء على مستوى العلاقة الزوجية او مع المجتمع، فالصبر يصقل الإنسان ويعطيه مرونة في التعامل مع ما يواجهه من مطبات في حياته، وهو منحة إلهية تبعث في قلب من أحبه الله تعالى، فأدوار الحياة مقسمة للزوج والزوجة حسب إمكانياتهما الجسدية والنفسية والصبر جزء لا يتجزأ من حياتهما.. والزوجة في الغالب تكون أكثر صبراً من الزوج كونها أكثر عاطفة، لكن ينبغي عليهما ان يعيا أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، بل تتقلب ما بين العسر واليسر والصحة والمرض، والمؤمن الصادق يثبت جدارته بالحياة في كل الأحوال.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج عصب الوفاق - الدورة البرامجية 76 - الحلقة الثانية.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا