معطرات الجو
2023/08/09
410

تتوافر معطرات الجو في صورٍ شتى؛ رذاذ وهلام (جل)، وشموع وفواحات، وبخور، وغيرها. وقد لا يخلو مكان عام من وجود معطرات الجو، فكيف تعمل؟ وما الوجه الآخر لمعطرات الجو؟
تقوم معطرات الجو إما بمعادلة أو إخفاء (تغطية) الروائح الكريهة وذلك وفقًا لآليات متباينة؛ فمعادلةُ الروائحِ الكريهة تستلزمُ وجودَ تفاعل كيميائي بين المعطر والمادة الكريهة، في حين أن إخفاء الرائحة الكريهة أمر أيسر؛ ويعتمد على تعطيل النهايات العصبية بالأنف بشكلٍ مؤقت مما يُوهِم بغياب الرائحة المُنَفِّرة.

مكمن الخطورة يعزى لمكونات معطر الجو؛ والتي تشمل: المواد العضوية المتطايرة (VOCs) (من أشهرها البنزين والأسيتون والأسيتالدهيد)، ومركبات (الجليكول إيثر)، والمركبات البترولية، و(الفثالات)، ومادة (داي كلورو بنزين) (1,4 DCB) فضلًا عن (التربينات)؛ ومن بينها مادة (الليمونين، والكامفور، واللينالول)، وغيرها الكثير.

تأثير معطرات الجو السلبي لا يقتصر على فئة عمرية دون غيرها، بل يؤثر على الرجال، والنساء، والأطفال. فالفثالات تؤثر على السيدات الحوامل من خلال إحداث خلل في الغدد الصماء، وتشويه الأجنة، واكتئاب الحوامل، والصداع النصفي بدرجات متفاوتة. 

قامت جمعية الدفاع عن الموارد الطبيعية (NRDC) والتي تتخذ من نيويورك مقرًا لها؛ بإجراء دراسة كشفت عن وجود الفثالات في (12) عينة عشوائية من بين (14) عينة لمعطرات الجو ذائعة الصيت، وذلك بالرغم من وجود عبارة "طبيعي تمامًا" على العبوة. أيضًا تلعب الفثالات دورًا في الإصابة بالسمنة، والتوحد في الأطفال، وفي دراسة أخرى بجامعة (بريستول) ربط الباحثون بين آلام الأذن وحالات الإسهال التي يعاني منها الأطفال وبين معطرات الجو خصوصًا في الأماكن رديئة التهوية.

مادة (داي كلورو بنزين) تتواجد في كرات قتل العثة (النفتالين)، هي مادة مسرطنة تسبب سرطان الكلى في فئران التجارب، وترتبط بتدهور وظائف الرئة، وزيادة معدلات أزمات الربو في الإنسان. وأثبتت دراسة قامت بها (آن ستاينمان) من جامعة واشنطن: أنّ التعرض لمعطرات الجو مرة واحدة أسبوعيًا يؤدي لتدهور أزمة الربو بمعدل (71 %)، كما توجد به مادة (PEG-40) وهي إحدى مواد (الجليكول إيثر) والتي تعد إحدى الملوثات الهوائية، و(التربينات) تتفاعل مع الأوزون في الأماكن المُغلقة وينتج عن ذلك (الفورمالدهيد)، وهو من المركبات المسرطنة للإنسان على المدى الطويل لاسيما سرطان الرئة، ويؤدي إلى مشاكل بالجهاز التنفسي وتهيج الأغشية المخاطية.

ولتجنّب كل ذلك، يمكن استعمال معطرات الجو في الأماكن جيدة التهوية، وكذلك في المنازل التي يحيطها سياج من النباتات الخضراء، والتي تمتص المواد السامة، كما يحبذ استعمال المعطرات الطبيعية والتي يمكن انتاجها منزليًا.

 

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس (نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة)/ العدد 646.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا