قد يكون الجلوس معاً في صمت إحدى أبسط الوسائل وأكثرها فاعلية للإبقاء على علاقة الود والمحبة قائمة بين الزوجين في كثير من الأحيان..
حيثُ إنّ هذا المنهج الذي لا يتبعه كثير من الأزواج يولّد التعاطف بينهما ويقوي بصورة مستمرة الرابطة التي تجمعهما..
أجل، قد تكون هنالك ملايين الكلمات التي يتبادلها الأزواج العاديون فيما بينهم طوال علاقتهم يتحدثون أو يتجادلون أو يتفاوضون أو يخططون أو يتذكرون أو يتشاحنون أحياناً وهكذا.. لكن القليل منهم بغض النظر عن الأعوام التي يمضونها معاً سوف يجلسون في وقت ما معاً ويظلون ساكنين صامتين بدون أن ينبسوا ببنت شفة!
وهذا التواصل الصامت يعتبر أحد أهم الأمور التي يمكن أن يتشاركا فيها معاً كزوجين وقد تكون واحدة من أكثر الوسائل قوة وفاعلية للتواصل حتى وإن تجلسا متجاورين في مكان مريح وهادئ، فيمكنكما أن تغمضا عينيكما، وتصفّيا ذهنكما قدر استطاعتكما لفترة ولو قصيرة من الزمن..

يقول خبراء الاجتماع بأنه عندما يتشارك الزوجان التفاهم عن طريقة الجلوس في صمت فإنّ ذلك يولّد تأثيراً قوياً حيث تبدأ خطوط الدفاع بالتلاشي ويزداد القلب تفتحاً..
وهذا الأمر كفيل بأن يغمرهما بالإحساس بالهدوء والسكينة بل والمحبة تجاه بعضهما وأي تشاحن سوف يختفي أو على الأقل سيبدأ بالتلاشي شيئاً فشيئاً..
وسوف يسهل أن تقدّر حسن النية والعفوية وأن تحب شريكك كما هو عليه بدلاً من إصرارك على أن يتغيّر أو يرتقي إلى مستوى توقعاتك بل سوف تشعر أنك أكثر حكمة وأكثر تعاطفاً وغالباً ما سوف تشعر برغبة في الضحك أو التبسم.

لقد أصبحت هذه الطريقة أحد أحجار الزاوية في علاقة الكثير من الأزواج الناجحين حيثُ لا يشترط القيام بذلك في كل يوم ورأيهم أنّ ذلك يزود العلاقة بإحساس جميل، ويجعل قلبي الزوجين متقاربين..
خصوصاً لمن اعتادا على الجلوس معاً في أول الصباح أو بعد الظهيرة، أو أثناء تناول الشاي أو القهوة..
وإذا تعلّم معظمنا أنّ التواصل بالكلام مهم من أجل تأمين علاقة حسنة فإنّ إجراء هذا التواصل بدون أن ننطق بكلمة قد يكون أبسط وأروع لذا تمتع بالشعور بالطمأنينة والهدوء والسكينة.

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 707.
علي خلف