إن الزوجة المؤمنة لابد لها أن تتحلى بالفطنة وتتجمل بالنباهة والرصانة والحذاقة والإدراك كل ذلك لتسعد هي وزوجها وأسرتها، فالفطنة هي الذكاء والعلم بالشيء كما تعني سرعة الإدراك وحدّة الفهم وضدها السذاجة والبلاهة والبلادة وهي صفات سيئة لا يحبذ وجودها في أي شخص رجل كان أو إمرأة ولكون الزوجة بيدها مفاتيح سعادة الأسرة فلا ينبغي أن تتصف بهذه الصفات أبدا ولاسيما الزوجة المؤمنة الطيبة الموالية فالحياة بشكل عام تحتاج الى من يفهمها ويدرك معانيها ويغوص في أعماقها ولا يستطيع ذلك ألا الفطن من الناس كما أن الحياة الزوجية باعتبارها جزء من الحياة العامة فهي تحتاج الى زوج ذكي وزوجة فطنة ليتمكنا من قيادة مركب الأسرة نحو بر الأمان والسعادة والهناء. 
إن استقرار الحياة الزوجية ونجاحها بشكل عام يعتمد على نضج أطرافها ووعيهم وذكاء المرأة ووعيها لايقتصر على مستواها العلمي والثقافي بل يشمل النضج العاطفي كذلك وقدرتها على فهم مشاعر زوجها وطريقة تفكيره. 
كما أن الفطنة بحد ذاتها تعني بجميع مفاهيمها الذكاء وقد خلق الله جميع البشر بمهارة وقدرة على التعلم والفهم والتفكير وحل الأمور بشكل منطقي من خلال درجة ومستوى ذكائهم وقد عرَّف بعض العلماء الذكاء على أنه مسألة فطرية ولكن بالرغم من هذا فأن العقل دائماً يعمل على اكتساب المهارات والخبرات فيبدأ بالتأثر بالمحيط من أسرته ثم ينتقل للاختلاط بدائرة أوسع وهي مجتمعه ليتعلم ويأخذ الخبرات والتجارب التي تنتهي بتحديد مستوى الذكاء عند الإنسان تبعاً للمحيط الذي يعيش فيه.
إن الرجل الواعي يبحث دوما عن زوجة له تكون فطنة وحذقة لأنه مدرك بأن وجود زوجة كهذه تتمتع بصفتي الفطنة والذكاء أمر لصالحه وله أهمية في نجاح العلاقة الزوجية بينهما والجدير بالذكر أن من أهم أنواع الذكاء اليوم هو الذكاء الاجتماعي وهو قدرة التواصل والتكيف مع الأشخاص فحين تكون الزوجة لديها قدرة على فهم أنماط الشخصيات وتحليل شخصية الزوج وقدرتها على حل المشكلات واتخاذ القرارات الصائبة لإدارة شؤون أسرتها وأبنائها ومثل هذه المرأة تكون سببا لسعادة زوجها ويكون لديها حسن رعاية واهتمام للأسرة بأكملها ودائما ما تحاول فهم شخصية الزوج وعمله وعدم التذمر من كثرة انشغالاته ومعرفة قيمة العمل لها ولأسرتها.
إن الزوجة الحكيمة الفطنة والواعية هي التي تقود العلاقة الزوجية بذكاء ومرونة فتكون له الزوجة والأم والصديقة وتحيطه بكل مايسعده وتقلل عنه أعباء الحياة وثقلها. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج خيرات حسان-الحلقة الخامسة- الدورة البرامجية 61.