إن التناغم والتآلف في الحياة الزوجية يعد بمثابة البلسم الطيب والدواء الشافي فهو يساعد على تقوية العلاقة المشتركة بين الزوجين ويسهم بشكل فعال في إيجاد الإنسجام الروحي والتفاهم بين الشريكين.
 إن الحياة بمثابة بحر متلاطم من الأمواج الزاخرة  بأنواع  المحن والصاعب وللتغلب عليها يجب على الزوجين الوقوف معاً لمواجهتها والابتعاد عن التشاؤم وقبول الواقع بنفس راضية والالتزام بأوامر الله الذي أمر بالحفاظ على العشرة وخلع رداء الكبر والعناد والرجوع لله تعالى لحل الخلافات..
كما أن للمحبة أهمية كبيرة لا نستطيع نكرانها في الحياة الزوجية حيث لا تقوم هذه العلاقة بالتحديد إلا بالمحبة والمودة فنجد بعض الزوجات يشتكين من خلو علاقتهن من المحبة مع التقدم بالزمن حيث كانت بداية الزواج مفعمة بالمحبة ويرجع السبب الى غياب الانسجام والتآلف بين الزوجين الناتج من عدم وجود قواسم مشتركة بين الزوجين تسهل حالة الانسجام والتآلف فيما بينهم، ولكن من الممكن إيجاد مبدأ بينهم من خلال التكافؤ والتكامل بينهما فأحدهما يكمل الآخر ويتنازل ليخلق حالة من الانسجام  وقاسم مشترك بينهما فالزواج الناجح ليس بالضرورة أن يكون مبني على معادلة التشابه بالاهتمامات ففي بعض الأحيان تكون شخصية الزوجين مختلفة ونجد ن أحدهما يكمل الآخر فيخلقون سويا حالة من الانسجام بينهم وبذلك نرى أن زواجهم قد نجح وأستمر بكل سعادة وسلاسة.
من أهم الأمور التي تخلق الانسجام بين الزوجين هو التواصل والتفاعل ومراعاة المشاعر  بينهما وإيجاد حوار بناء وجعل الاحترام المتبادل بينهما هو الأساس وأن يكون هذا الاحترام مبني على الحب والثقة والأسلوب اللطيف واللبق لأن الحوار يعتبر من أهم عناصر الانسجام بين الزوجين وركن من أركان الحياة الزوجية ودونه يفقد الزواج مذاقه الحلو الذي يلون الحياة بلونه المميز واختفاء لغة الحوار يحول الزواج بأكمله الى مؤسسة يسودها الملل والمشاكل.
كما أن من واجبات الأم جعل ابنتها تدرك واقع الزواج بعيدا عن التخيلات والأحلام فمن يعيش بخياله من الفتى أو الفتاة سيصدم بالواقع والمسؤولية الملقاة على عاتقه وأمور لا تشتمل فقط على الجانب المادي بل بما على الزوج والزوجة من واجبات وما لهما من حقوق. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج خيرات حسان-الحلقة الثانية- الدورة البرامجية 61.