الأرق في علم النفس *
2022/09/12
654

هو عبارة عن اضطراب في النوم أو تقطّعه أو انخفاض جودته، ممّا يعود سلباً على صحّة المريض النفسيّة والجسديّة، أو هو الشكوى من صعوبة بدء النوم، أو الاستمرار فيه، أو عدم الحصول على نوم مريح خلال الليل، أو النهوض مبكراً على غير المعتاد.
تختلف أسباب قلّة النوم والحصول على القسط الكافي من النوم المريح من شخص لآخر، وأنّ هناك إجماعاً على أهميّة النوم لصحّة الإنسان العضويّة والنفسيّة، وأنّ الأرق ليس مرضاً في حدّ ذاته، ولكنّه عرض شائع يكثر وجوده مع معظم الحالات النفسيّة، وقد يكون مصاحباً للعديد من الأمراض العضويّة أيضاً، والأرق من أكثر الأسباب التي تحدّ من نشاط الإنسان وفاعليته، وتؤثّر في كفاءته في عمله، وأقلّ ما يمكن أن يتسبّب فيه الأرق هو تعكير المزاج الذي يجعل الإنسان عرضة للانفعال والغضب.
وينقسم الأرق إلى نوعّين بحسب المُدّة الزمنيّة:
1- الأرق الحادّ: وهذا النّوع قصير الأجل، حيث يستمر لأيّام قليلة أو لأسبوع، وعادةً يحدث نتيجة التوتّر أو الضّغط العصبي أو الأحداث الصّادمة مثل أرق ليلة الامتحان، أو بعد سماع الأخبار السيّئة، والكثير من الأشخاص يتعرّضون لهذا النّوع من اضطراب النّوم العابر، وتُحلّ المشكلة من دون الحاجة إلى العلاج.
2- الأرق المُزمن: وهو حدوث اضطّراب النّوم لثلاث ليالٍ أسبوعيًّا على الأقل واستمراره لمدّة ثلاثة أشهر على الأقل، وقد يكون الأرق هو المشكلة الأساسيّة، أو يكون مُرتبطًا بحالةٍ صحيّةٍ أو مُشكلةٍ نفسيّةٍ أو دواءٍ مُعيّن.
وأكثر أنواع الأرق شيوعاً هو صعوبة البَدء في النوم والإرغام على السهر، وهذا النوع من الأرق له علاقة قويّة بحالات القلق، أمّا النوع الآخر من الأرق فيظهر في الاستيقاظ المفاجئ في ساعة مبكّرة غير المعتاد عليها، وعدم مقدرة الإنسان على العودة للنوم مرّة أخرى، وهذا النوع من الأرق له مدلول مرضي يشير في أغلب الأحيان إلى حدوث حالات معيّنة من الاكتئاب.
وقد أظهرت الدراسات أنّ 40% من المصابين بالأرق لديهم اضطرابات نفسيّة، كالاكتئاب والقلق والضغوط العائليّة والوظيفيّة وغيرها، والمصاب بالأرق الناتج عن اضطرابات نفسيّة لا يُدرك في معظم الحالات أنّ السبب في إصابته بالأرق يرتبط باضطرابات نفسيّة، ويخشى الكثير من الناس بأنّ يوصفوا بأنّهم مرضى نفسيّون.
وأسهل السبل لعلاج الأرق هو زيارة الطبيب من أجل وصفة علاجيّة من أقراص منوّمة، ولا يوجد للأرق حلول سريعة أو سحرية، فلابدّ للفرد الذي يعاني من هذه المشكلة من أن ينظر إلى طريقة نومه، ويحاول بقدر الإمكان اتّباع أسلوب صحي، والالتزام بنظام معيّن للنوم، ويُنصح بتجنّب تناول الطعام الدسم قبل النوم أو تناول المنبهات كالقهوة والشاي، ولابد من أن يراعي الإنسان أهميّة غرفة النوم وفصلها تماماً عن نشاطاته الأخرى، فكثيرٌ من حالات الأرق تعود إلى تحويل غرفة النوم إلى مكتب أو مكان عمل، ومن المهمّ أيضاً تجنّب المناقشات التي ترتبط بموضوعات جادّة قبل النوم، وفي حالة فشل كلّ المحاولات للتغلّب على الأرق فمن الطبيعي أن يستشير الفرد الطبيب، ليس من أجل البحث عن علاج فقط، ولكن لمعرفة أسباب هذا الأرق الذي قد يكون مجرّد عرض ظاهري لمرض نفسيّ أو عضويّ يتطلّب الفحص والعلاج الخاص.

___________________________________

المصدر: مجلة رياض الزهراء/ مجلة شهرية تختص بشؤون المرأة المسلمة تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 148.
حوراء حيدر الجابري.
* (1)كتاب هموم المرأة، د.مرفت عبد الناصر.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا