معلِّم الكتاب
2025/03/08
23
معلِّم الكتاب

لقد أرسل الله سبحانه وتعالى النبيَّ محمداً (صلى الله عليه وآله) رحمةً للعالمين، وجعل من أعظم مهامه (تعليم الناس الكتاب والحكمة)، وعبر الآيات القرآنية نجد بياناً واضحاً لدوره التعليمي والرسالي؛ إذ كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) معلِّماً للبشرية جاء ليُخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم والإيمان، إذ قال تعالى: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ (البقرة: 129).
فكانت هذه الآية الكريمة تؤكد على أنّ من وظائف النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) تعليم الكتاب الذي هو القرآن الكريم، وتعليم الحكمة التي تمثل السنة وأصول الدين.
وجاء في آية أخرى قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ﴾ (الجمعة: 2)، إذ توضح هذه الآية أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) بُعث ليعلِّم الأُمةَ الأُمّية التي لم تكن تعرف القراءة والكتابة، فأصبح (صلى الله عليه وآله) معلمها ومربيها وقائد نهضتها.
وكان لتعليم النبي (صلى الله عليه وآله) دور أساسي في بناء الأمة الإسلامية، حيث أسس مجتمعاً قائماً على العلم والمعرفة، فبيّن أحكام الشريعة، ووضع أُسس العقيدة الصحيحة، وربط المسلمين بربهم عن طريق فهم القرآن والعمل به. ولم يقتصر دوره على التعليم النظري بل كان يزكّي النفوس ويغرس القيم الأخلاقية، ما جعل التعليم لديه متكاملاً من الجوانب الروحية والمادية.
وكان أُسلوبه (صلى الله عليه وآله) في التعليم مميزاً؛ إذ جمع بين الرفق والحكمة، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ كُنتَ فَظاً غَلِيظَ القَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ (آل عمران: 159)، فلم يكن تعليمه قاسياً أو منفِّراً بل كان ليناً يجذب الناس إليه، وكان (صلى الله عليه وآله) قدوة عملية يطبق ما يعلِّمه في حياته اليومية، مما جعل تعليمه مؤثراً وفعّالاً.
إنّه بحقٍّ (معلِّم الكتاب)، الذي جاء ليُخرج الناسَ من ظلمات الجهل إلى نور العلم والإيمان، وتعليمه الكتاب والحكمة كان ركيزة أساسية لنجاح رسالته وبناء مجتمع قوي قائم على الإيمان والقيم الراسخة..
وما أحوجنا اليوم إلى الاقتداء بالنموذج الأعظم في التاريخ، وبهدي الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) من بعده، وبسيرة علمائنا الأعلام الذين يتأسون بالأُسوة الحسنة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)؛ لننهض بأجيالنا ونبني مستقبلنا على أُسس من العلم والإيمان.

✍️ الشيخ حسين التميمي

__________________________________________
نشرة الخميس/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1011.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا
موضوعات مختارة

معلِّم الكتاب

2025-03-08

القراءة غذاء ودواء

2025-03-08

قناديل زينبية (الارتقاء بالإيمان)

2025-03-06

الصيام.. ارتقاء تقوائي وروحي

2025-03-05
مركز الكفيل الاسري

العنوان: كربلاء المقدسة/ حي الملحق مقابل حي الأسرة مجاور جامع صاحب الزمان(عج)/ مركز الصديقة الطاهرة(عليها السلام) / مركز الثقافة الأسرية- الطابق الثاني- 07828884555