عزيزة الحسين
2024/08/11
115
عزيزة الحسين

(والآن ابحثي عن عزيزة الحسين رقيّة) إنها حنية الجدة في كلمات الصدّيقة الزهراء عليها السلام، وهي تخاطب الحوراء زينب عليها السلام عندما زارتها في طيف ليلة الحادي عشر من محرم. فتوجّهت بأبي وأمي نحو القتلى، وإذا بالسيّدة رقيّة عليها السلام قد ألقت بنفسها على جسد أبيها، وهي تشكو إليه ما جرى عليهم. فهدّأتها السيّدة زينب عليها السلام ورفعتها عن جسد والدها الذي ناداها "إليّ إليّ" وهي تصرخ "وا أبتاه" وتبحث عنه بين مصارع القتلى.

وماذا بعد هذا يا سيدتي؟
فالسبي غدا بالانتظار،  
وعيون الليل يطفؤها النهار،  
وفراق والدك الحبيب لا بد منه.  
قومي وشدي مع عماتك الرحال،  
واصبري لحكم الواحد القهار.

يا أميرة الطف الصغيرة:
وياسمينة الجنة السرمدية، منذ أن مرضت طفلتي وأنا أدين لكِ بالحب والولاء، والذكر والتسبيح. كنت أصرخ "يا رقية"؛ فكان الشفاء هو الإجابة...  
انهضي يا زهرة الشام، لا تطيلي النوم على الرأس الشريف؛ فسكينة بالانتظار، وأخوك العليل ينتظر أن ترفعي رأسك وتحدثيه. وفي المدينة تترقب العليلة الطريق لعل أختها الصغيرة تعود. انهضي فقد تمزقت نياط القلوب وتاهت بنا بعد رحيلك الدروب، وتهيأت المجالس للعزاء فصرختك بحرقة ومرارة لفراق عزيزك الحسين لا يزال صداها يطرق مسامعنا كل عام في الخامس من شهر صفر. فكيف فارقت تلك الروح الطاهرة هذا الجسد الشريف؟ وكيف هان لك أن تفارقي أحبابك في موكب السبي والإباء؟

أوجع الفؤاد رحيلك يا رقية،  
وبات الزمان بلا الورود الهاشمية.  
حان الرحيل حبيبتي مع الشهيد،  
فتهيّئي يا زينب السبية  
لعزاء طويل فقد حان العزاء  
إذ رحلت عزيزة والدها رقية.  
لا تبحثوا عنها، هي في حضن الحسين،  
هي في الجنان مع الحبيب سوية.  
................  
المصدر:
السيدة رقية بنت الإمام الحسين عليهم السلام للشيخ علي الرباني الخلخالي، ص 160  

زينب موسى كاظم
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا