على أبواب البصيرة
2024/07/29
69

على أبواب البصيرة

إنّ الثمرات التي يجنيها من يحرص على إقامة الشعائر الحسينيّة حقّ إقامتها لا يحصل عليها من غيرها؛ لما فيها من تحقيق لتقوى القلب الذي لا يجدّ بُدّاً بعد ذلك من أن تظهر على جوارحه، وما تخلقه من جو عامّ مساعد على التفقّه في الدين والتزوّد من المعارف الدينيّة التي لا يحصل عليها في غيرها، فهو يحصل على عصارة العقول واجتهاد أصحابها في تقديم أفضل ما لديهم كلٌّ بحسب مرتبته العلميّة وقابلياته وملكاته.
فمَن يحرص على إقامة الشعائر الدينيّة يتعرّف على سيرة أهل البيت (عليهم السلام)، وتكرّر عليه، فتسنح له الفرصة في إعادة فهمها بمزيد من العناية والتركيز ويوليها الاهتمام الكافي، فيحقق النتائج المرجوّة من إقامة الشعائر من هذه الجهة، أي من جهة أنّ الشعائر ركن ركين من أركان تحقيق التقوى في القلب، والارتقاء بوعي المحيي تلك الشعائر التي تلصقه بما جرى على أهل البيت (عليهم السلام) في سبيل حفظ الدين وهداية الناس إلى صراط مستقيم.
ومن هنا نرى حرص أهل العلم والدين على حفظ الموازين الشرعيّة، وعدم الخروج عن السياقات المعهودة المتيقن من انسجامها مع ما يريده أهل البيت (عليهم السلام)، ويعرفون هذا الانسجام من خلال ما يتلقونه من العلماء الأعلام الذين يُرجع إليهم ويُعتمد عليهم في مثل هذه القضايا، ولا يمكن -لمن لم يكن من العلماء- أن يبتّ في حكمٍ من عند نفسه، ومَن فعل ذلك فقد كان ممّن يُفتي بغير علم، وهو الذي ورد النهي الشديد المغلّظ عنه في الكتاب والسنّة.
فلا يضيع من اهتدى بهديهم وتعلّم منهم وسلّم لقولهم فيما وثق بصدورهم عنهم (عليهم السلام)؛ لأنّه على بصيرة من أمره، وأن ما يفعله قد استند في فعله إلى حجّة شرعيّة يكون معذوراً إذا انكشف عدم صوابه في فعلها؛ لاستناده لحجة شرعيّة وهي معذّرة له أمام الله سبحانه وتعالى.
فلا مجال في مثل هذه القضايا التي تمس إحياء أمرهم أن تكون تابعة للأهواء والآراء التي لا تكون منابعها منابع غير شرعيّة، بل هي أمور شرعيّة لا مجال للآراء الخاليّة من الحجج فيها.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 979.

✍️ السيد رياض الفاضلي
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا