ماذا لو لم يأخذ الإمام الحسين (عليه السلام) النساء معه؟
2024/07/29
65

ماذا لو لم يأخذ الإمام الحسين (عليه السلام) النساء معه؟

لقد سطّرت حادثة كربلاء وما تلاها من أحداث صفحة مؤلمة وبطولية في تاريخ الإسلام، ولا يزال هذا السؤال: ماذا لو لم يأخذ الإمام الحسين (عليه السلام) النساء معه؟ يثير التأمل والتساؤل.
إن التصور الغيبي الذي بيّنه الإمام الحسين (عليه السلام) بجوابه لأخيه محمد بن الحنفية (رضوان الله عليه) يجد أساسه في القضاء والقدر ولا يعزى إلى المقاصد البشرية. ومع ذلك، إذا أردنا استشراف ما قد كان يحدث لو اتخذ الإمام (عليه السلام) قراراً مختلفاً باستبعاد النساء من رحلته، يمكن التفكير في الأمور التالية:
الحماية من الضغط السياسي والأخلاقي:
كان الأمويون لا يتورعون عن استخدام أساليب قمعية لا أخلاقية لتحقيق أهدافهم، ومن المحتمل أن يُستخدم وجود النساء في المدينة كوسيلة ضغط على الإمام الحسين (عليه السلام) وتهديد له.
من جانب آخر، يمكن أن نرى أن اصطحابهم كان وسيلة لضمان سلامتهم وعدم تركهم عرضة لأي تهديد قد يُستخدم ورقة ضغط.
 توثيق النهضة:
لو كانت كربلاء قد تركت لتروى فقط بألسنة الرجال المقاتلين، قد يتم طمس القضية أو تحريفها، بينما وجود النساء، وفي طليعتهن السيدة زينب (عليها السلام)، يجعل المأساة تُروى بصدق وعاطفة ومن قلب الأحداث. وقد صارت مترامية الأطراف للأجيال أي مفتوحة الحدث، وكانت السيدة زينب (عليها السلام) بشهادتها المباشرة وخطاباتها الجليلة قادرة على نقل المعاناة الحسينية، ونقل الأفكار التي دافع عنها (عليه السلام).
إن فكرة أخذ النساء في تلك الرحلة الشاقة لم تكن عشوائية ولا متسرعة، بل كانت ذات بُعد استراتيجي عميق، ففي أشد اللحظات حلكة وظلمة كان للنساء دور عظيم في الحفاظ على روح النهضة ونشر قيمها ومعانيها في العالم، موقظين الوجدان الإسلامي نحو العدالة والحرية.
في عصرنا هذا، يمكننا أن نستلهم من هذا السلوك دروساً في الحكمة والشجاعة والتبصر، فالقاعدة تتجلى في أن وجود النساء في المشهد لم يكن ليجعلهن سبايا منكسرات، بل شاهدات على الظلم ومُبلّغات للحق والدين، ولتكون تضحيات الإمام الحسين وأهل بيته (عليهم السلام) نوراً يهدي الأجيال.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 979.

✍️ الشيخ حسين التميمي






تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا