في مجتمعاتنا التي تقترب من الفضيلة طوراً وتبتعد عنها طوراً آخر.. وخاصة مع الغزو الإلكتروني وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي الكثيرة.. نجد الشباب على صنفين أو فئتين: فتية استهواهم الشيطان فاصبحوا أتباع بل جنود طيعين له.. وشباب سلكوا طريق الرحمن فكانوا ملائكة يمشون على الأرض..
لكن من هو المسؤول عن ذلك؟
وماهي مسؤولية المجتمع والأسرة والمدرسة؟
وفي بعض الأوقات تجد أخوين أحدهم مؤمن والآخر لا يكون دينه وإيمانه على المستوى المطلوب؟
ينبغي أن نسلط الأضواء على الأسباب التي أوصلت هذه الفئة الى عبادة الرحمن وتلك الفئة الى عبادة الشيطان..
وقد تستأثر مشكلات الشباب باهتمام المربين وعلماء النفس والاجتماع والمفكرين على تنوع انتماءاتهم، وهذا بسبب ما يعاني الشباب من متاعب وهموم واضطرابات اجتماعية ونفسية خطيرة.. فالشباب يشكلون نسبة عالية من السكان في المجتمعات والواجب على الأسرة في تنشئة الشباب ورعايتهم وتكوينهم العقلي والنفسي والجسمي، عبر توجيهات الدين الحنيف..

وباختصار يمكن أن نضع بعض التوجيهات التي يجب على الأسرة أو المربي اتباعها منذ الصغر معهم:
عوّدهم على الخير وكرّهم الشر
علّمهم محاسن الأخلاق
أبعدهم عن قرناء السوء..
أشغلهم بتعليم القرآن الكريم وسيرة أهل البيت(عهم)..
أغرس في قلوبهم حب محمد وآله الأطهار(عهم)..
أبعدهم عن الأغاني والمسلسلات المنحرفة..
أكرمهم وامدحهم أمام الناس إذا أظهروا خلقاً جميلاً..
إن أظهروا فعلاً خاطئاً تغافل عنه ولا تكاشفهم فان عادو عاقبهم سراً وليس أمام أحد..
حذّرهم من اطّلاع الناس عليهم..
ويجب ألّا تكثر العتاب، لأنه سيهون عليهم سماع الملامة..
علّمهم طاعة الوالدين وأنها من طاعة الله تعالى،وكذلك طاعة المعلم وتعظيمه..
حبّب اليهم الصلاة عقلياً ومنطقياً واجعلهم دائماً يستشعرون وجود الله ورقابته حتى في الغرف المغلقة للدردشة،
أذكر لهم قصص شباب آل محمد(صلى الله عليه وآله وسلم).. مثلاً أمير المؤمنين(عليه السلام) عندما كان صبياً كيف كان يطرد الأولاد الذين كانت قريش تغريهم في أذية الرسول الأعظم، كذلك أذكر لهم مواقف علي الأكبر والقاسم(عليهما السلام) ليكونوا من السائرين على نهجهم الوضاء بالدنيا والآخرة.

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 561.
الشيخ عبد العباس الجياشي