كن متميزا
2022/09/29
427

من منا لا يسعى لتحصيل الفضائل والكمالات؟!
ومن منا لا يحب أن يكون متفوقاً على أقرانه أو متميزاً في كل شيء! في المأكل والملبس والكلام والحركة..؟
ولربما لدى كل واحدٍ منا مثالاً أو قدوةً أو نموذجاً يحب أن يقتدي به أو يكون مثله.. وإذا أخفق في ذلك، فإنه يسد ذلك الاخفاق بشيء يُنمي أو يُشير الى تعلقه بتلك الشخصية..

فعلى سبيل المثال، الفتى أو الشاب الذي يُحب أحد لاعبي كرة القدم، لمهاراته في تلك اللعبة.. فإنه يحب أن يقلد ذلك اللاعب أو يؤدي تلك المهارات، ولكن!! لإخفاقه -مع العلم أنً بإمكانه أدائها لو تدرب عليها بالطرق الصحيحة- نراه يلتف من ناحية ثانية!! فيرتدي قميصاً (تي شيرت)، يحمل نفس الرقم لذلك اللاعب.. أو يجعل تسريحة شعره مشابهة لشعر ذلك اللاعب، أو يقوم ببعض حركاته..
وواقع الحال، أن لدى ذلك الشاب مهارات وقابليات.. لو سُلّطت الأضواء عليها.. لتمنّى المُقَلّد أن يؤديها!! وهنا نوجه الخطاب لشبابنا الواعي، كونوا متميزين فخورين بأنفسكم، وانتسابكم لأمة سيد المرسلين(ص)، فهي خير أمة أخرجت للناس.. ولا بأس بالفتى أن يفتخر بالأفذاذ والمتميزين من تلك الأمة، ويقتدي بهم، ويفتخر بهم ولكن..

ليس الفتى من قال كان أبي ***** إنّ الفتى من قال ها أنا ذا

وإن كان هذا المعنى لا يشمل جيل الشباب فقط بل كل فرد في المجتمع شيباً وشباباً، نساءً ورجالاً..
يُروى أنّ ولداً قال له والده يوماً، وهو يحثّهُ على تحصيل درجات عالية، في الامتحانات النهائية: ولدي عندما كنتُ بعمرك، كانت درجاتي كذا وكذا..
فقال الولد ملاطفاً أباه: أبي عندما كان نابليون بعمرك الآن فقد سيطر على نصف العالم!!
وعندما كان أديسون بعمرك الآن كان قد اكتشف المصباح الكهربائي ووضع أكثر من عشرة نظريات في الفيزياء.. فماذا ستفعل أنت الآن؟؟
عندها قبّل الوالد ولده، وضمّه إلى صدره، وصار يفكّر جدياً في كلام ابنه الصغير.

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 530.
الشيخ علي السعدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا