لذاهنا يطرح السؤال التالي: كيف يمكن مواجهة هذه التحديات الخطيرة التي يفرضها الإعلام بما يمتلكه من قدرات مذهلة وما السبيل لمواجهة ثقافة الصورة شديدة التأثير؟! إلاّ الّلهُمَّ بنفس الطريقة مع اختلاف المضمون والمحتوى!؟
إننا جميعا نتحدث وعلى الدوام عن
الغزو الإعلامي والثقافي الغربي ونفوذه إلى بيوتنا وانعكاسه على
أفكار شبابنا..
ولكننا دائما نُواجَه بالسؤال التقليدي: ما البديل؟
فهل فكّرنا بإيجاد البدائل؟ وهل فكّرنا بتحصين شبابنا ضد هذه
الهجمات والحملات الدعائية للنمط الغربي، بردّة فعل مكافئة
للفعل؟!
فإذا ما أردنا المحافظة على شبابنا
ينبغي لنا أن نستفيد من الوسائل المتاحة لنا، في تقوية إعلامنا بخلق
البدائل، إذ ليس من اليسير أن تمنع الشاب من متابعة قناة فضائية
تلامس مشاعره، وتلبي احتياجاته النفسية، وتناقش همومه اليومية،
وتتَعَرّض لأدق التفاصيل التي يواجهُها..
فلا يمكن مواجهة هذا الواقع بإعلام يتّصف خطابه بالمثالية، ويبتعد
أو يتعالى على هموم الناس الحياتية أو يتّسم بالسطحية والضعف في
طرحه للمضامين فهو بهذا يكون تأثيره السلبي أكبر من الإيجابي..
وبكلمة موجزة علينا أن نرتقي بمستوى إعلامنا ليكتسب القدرة على
المواجهة فلا يكفي التنبيه على وجود الخطر، وإنما يفترض المبادرة
إلى صد هجمته وقلع جذوره.
___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون
الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد
513.
حيدر السلامي