نصائح للفتاة المقبلة على الزواج
2021/03/05
960

أختي المؤمنة من فضل الله تعالى وتكريمه لبني آدم أن شرع لهم الزواج وجعله من نعمه سبحانه على عباده {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّة}[الرعد:38]، فذكر ذلك في معرض الامتنان، وإظهار فضله سبحانه عليهم... وقد رغَّب الإسلام في الزواج وحثّ عليه فعدَّه آية من آياته سبحانه:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم:21).
أختي الطيبة على كل فتاة أن تعي أن الزواج سنة شرعها الله سبحانه وتعالى فبعض الفتيات يترددن كثيراً في أخذ قرار الزواج وحسم أمرهن فيطلبن من الخاطب مدة للتفكير، فتبدأ في وزن المفاسد والمصالح والإيجابيات والسلبيات، وهذا أمر مقبول إذا لم يتجاوز الحد المعقول فتطول المدة ، وإن سُئلت أو استُعجلت، ردّت في دلال مفرط  :" على الأخ أن يصبر لازلت أفكر..." وهذا تصرف غير لائق، خذي مهلة محددة وصل صلاة الاستخارة واقرئي الدعاء كما علّمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فما ندم من استخار الخالق وشاور المخلوقين المؤمنين ثم سَلِ الله التوفيق.. – 
نعم أخيتي الكريمة فللخطبة أصول وآداب إذا ما اتبعتها المرأة  حال خطبتها كانت موفقة وزواجاً سعيداً بإذن الله ومن هذه الآداب هي : 

- حسن اختيار الزوج: تعد مسألة اختيار الزوج من المسائل المعقدة التي تتعرض لها الفتاة المسلمة في عصرنا هذا، بسبب التغييرات التي طرأت على المجتمع الإسلامي من انتشار الفساد وكثرة الخبث وسيطرة العادات الغربية على معظم شبابنا، فأصبح من الصعب على الفتاة أو وليها اختيار الزوج المناسب الذي تأمن المرأة معه على نفسها ودينها. ولما كان مستقبل الحياة الزوجية يتعلق بحسن اختيار الزوج، فإن الإسلام حض على اختيار الزوج من ذوي الأخلاق والصلاح والدين لقوله تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم} [النور:32]، فالآية هنا تبين لنا أن الكفاءة في الزواج في الصلاح وليس الغنى، لأن الله سبحانه وتعالى وعد الفقراء بأن يغنيهم من فضله لقوله: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم }.فالإسلام لم يجعل الفقر قدحا ولا الغنى مدحاً، ولكن للإسلام موازين ومعايير يقيم بها الناس على أساس من التقوى والخلق، هكذا تكون المعايير التي يجب أن نحدد على أساسها مستقبل الحياة الزوجية ألا وهى الدين والخلق وليس المال والجاه اختي المؤمنة.
- رؤية كل من الطرفين للآخر: اختي الكريمة إذا كان اختيار الزوج هو أول وأهم الأسس التي يجب اتباعها قبل الخطبة والزواج فإن رؤية كل من الطرفين للآخر لا تقل أهمية عنه، فالإسلام دين حنيف قد شرع للخاطب أن ينظر إلى المخطوبة، وشرع للمخطوبة أن تنظر إلى خطيبها ليكون كل من الطرفين على بينة من الأمر في اختيار شريك الحياة، فنظرة الخاطب إلى المخطوبة والمخطوبة إلى خطيبها أمر ضروري شرعه الإسلام حتى لا يفاجأ أحدهما أو كلاهما بشيء يكرهه في شريكه فيحدث ما لا يحمد عقباه؛ فإذا كان الإسلام شرع للخاطب أن ينظر إلى المخطوبة قبل الخطبة فإنه أيضاً وضع حدوداً للخاطب والمخطوبة يجب الوقوف عندها حتى لا تقع في أخطاء شرعية، كما يحدث في المجتمعات الحالية من اختلاط الخطيبين اختلاطاً غير شرعي من تبادل النظرات والمصافحة وغير ذلك مما لا يخفى عن أذهاننا من تعاملات بين الخطبين.

ومن تلك الحدود التي وضعها الإسلام لذلك أختي الفاضلة:

- لا يجوز للمخطوبة مصافحة خطيبها: فكما ذكرنا من قبل أن الخاطب أجنبي عن خطيبته ما لم يتم العقد الشرعي بينهما، فإن الأجنبي يحرم مصافحته ..
- جواز محادثة الخطيب أثناء الخطبة وتبادل الآراء الفقهية: ويكون ذلك في حالة وجود محرم مع التزام الفتاة بالثياب الشرعية، لأن صوت المرأة عند أغلب الفقهاء ليس بعورة.
وهناك أمور من حق الفتاة قبل الخطبة ومن هذه الامور: 

 أعدّي قائمة حول النقط التي ترغبين إثارتها أثناء لقائك مع الخطيب ورتّبيها، واستعدي نفسياً لهذا اللقاء، لا تحضريه وبالُك مشغول بأمور أخرى، احرصي على احترام الضوابط الشرعية، وحافظي على لباسك الشرعي.

 نعم بعض العائلات تقيم حفلاً مختلطاً يوم الخطبة، فيدخل الخاطب على مخطوبته وهي متزينة – وإن كانت تغظي رأسها – ليجلس إلى جانبها أو ليلبسها عقداً أو سواراً... وهذا غير جائز شرعاً لأنه لم يعقد عليها بعدُ؛ فاحترسي ولا تتساهلي وإياك و كثرة الخروج بعد اللقاء الأول أو كثرة الحديث مع الخطيب – ولو بالهاتف – قبل العقد، ذلك خشية الملل أو الانجراف وراء العواطف... فلا تنسي، إن مما حبا الله به المرأة وكرمها به أن فاقت الرجل بالحياء ، ولا تنسي استحباب الفحص الطبي قبل الزواج وقاية واستدراكاً لما يمكن تداركه.

نعم عزيزتي المؤمنة وهناك أيضا حقوق لك قبل الزواج ينبغي لك أن تعرفيها وهي:

- أن يستأذنك وليك ولك الحق في قبول الزوج أو رفضه، لكن احذري من الاستسلام إلى العواطف الهوجاء واختاري الزوج الصالح المتحلي بالأخلاق الحسنة.

 - لا يحق لوليك أن يمنعك من الزواج بحجة استكمال التعليم أو الحصول على الشهادة والوظيفة، بل يمكن الجمع بين الأمرين إن أحببت وتيسّر لك ذلك. 

-لا تنسي أن وظيفتك الأولى هي البيت والزوج ورعاية الأولاد . 

- وإياك أن تشترطي لزواجك بالرجل أن يطلّق امرأته – إن كان متزوجاً – والزواج أختي الفاضلة له أركان الزواج وهي: 
  - عقد الزواج ويشترط في العقد حضور الولي:  فلكي يتم عقد الزواج بصورة إسلامية صحيحة لابد من وجود ولي الزوجة أو وكيله وشاهدين، وموافقة الزوجة.

- المهر: وهذه نقطة يمكن ان نقف عندها لأنها في غاية الاهمية قال تعالى:{وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً} [النساء:4]. لقد كرم الإسلام المرأة وفرض المهر على من أراد الزواج بها، و لم يضع الإسلام حداً لهذا المهر بل ترك الأمر للطرفين يتفقان عليه حسب المقدرة. ورغب في يسره، وعدم المغالاة في طلبه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره المغالاة في المهور، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يحرص على تيسير أمر الزواج بأقل المهور؟ وكان رسول الله صلى الله عليه واله خير وأعظم قدوة لنا في هذا الأمر ، فلم يزد صداق نسائه وبناته على خمسمائة درهم.

وللأسف أختي الكريمة لقد لجأ كثير من الناس في هذا العصر إلى المغالاة في المهور، معتقدين أن غلاء المهور يزيد من تمسك الزوج بزوجته، حريصين على حب الظهور والتفاخر أمام الناس بالمهور الكبيرة، مما أدى ذلك إلى عرقلة سنة الزواج التي هي من أسمى سنن الحياة، مما أدى إلى انتشار الفساد بين الشباب، وقلة البركة بين المتزوجين، وكثرة المشاكل الزوجية، وتضاعفت حالات الطلاق عما كانت عليه في العصور الإسلامية السابقة. فلو أنهم اتبعوا سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في فرض المهور لما وصلت العلاقات الزوجية إلى ما وصلت إليه الآن.فالرحمة الرحمة أيها الآباء في طلب المهور تحصيناً لشبابكم وعفة لبناتكم، وكونوا كمن قال الله تعالى فيهم: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )الآية [الفتح:29].

 المهر أوجبه الشرع الشريف على الزوج وجعله هدية تكريم للزوجة، إلا أنه حث على يُسره وخفته، فاحذري المنافسة في مغالاة المهر. 

- ومن حقك أن تكون لك حفلة زفاف: الزفاف لكن كوني حريصة على حفلة زفاف إسلامية خالية من المنكرات، واحذري الاختلاط غير المشروع بحجة أنه عائلي، والتعاقد مع المغنيات والمطربات أو وضع أشرطة الغناء عبر مكبرات الصوت . واحذري من العادات والتقاليد المنكرة.. 
- وصايا للعروس قبل زفافها: ويستحب وصية العروس قبل زفافها إلى زوجها وصايا تصلح أن تكون منهجاً لإقامة الحياة الزوجية السعيدة.، فما أجدر كل أم أن توصى بها ابنتها عند زفافها ، وما أجدر البنت أن تقبلها وتأخذ بها لتنعم بالحياة الزوجية الهادئة في ظل الأدب الجميل والخلق الكريم ، وينعم معها زوجها على بساط المودة والرحمة والسكن.

أختي الفاضلة فلك في بيتك وظيفة مقدسة ورسالة سامية ألا وهي حسن التبعل وصناعة الأبطال وإعداد أمهات المستقبل.

 

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج حسنات- الحلقة العاشرة- الدورة البرامجية61.

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا