أهمية الزواج في الإسلام
2020/11/24
447

..  في البدء لابد ان نشير الى الاسباب التي شرع الإسلام لأجلها الزواج؟ فلقد شرع الاسلام الزواج بالأسلوب الذي نراه للأسباب الآتية:
-للمحافظة على النوع الانساني: بقوله تعالى: "والله جعل لكم من انفسكم ازواجا وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة".. والذي يتأمل في هذ الآية يرى ان الزواج طريق الى تكاثر النسل الانساني وعامل اساسي في استمراره وبقائه الى ان يرث الله الارض ومن عليها، وهذه حكمة عالية لا تخفى على الانسان العاقل.

-سلامة المجتمع من الانحلال: بقوله تعالى: (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).. فإنه بالزواج يسلم المجتمع ويقوى وبغير الزواج تكون هناك العلاقة غير المشروعة ويتأتى من وراء ذلك الانحلال الخلقي والفساد الاجتماعي وهنا يصاب المجتمع بالخلل والاضطراب.

-المحافظة على الانساب: فلاشك ان الانسان الذي يعرف اصله وفصله ونسبه وعائلته يشعر بالكرامة الانسانية والسعادة النفسية، لان هذا النسب يعطيهم القيمة الذاتية في انهم ينسبون الى الاباء والامهات.

-بناء عش الزوجية السعيد: إن الزواج قائم على المودة والرحمة والعطف والتعاون وهذه الاسس التي شرعها الاسلام وحددها لبناء عش الزوجية السعيد لأنه بالزواج يتعاون الزوجان على تكوين الاسرة وتربية الاولاد.

ا-السكن الروحي: لنه بالزواج تنمو بين الزوجين روابط المودة والرحمة ويسكن كل منهما الى الآخر.

-سلامة المجتمع من الأمراض: فالإسلام يتميز بانه دين النظافة والطهارة والعفة والحصانة لذلك نرى ان المسلمين يتمتعون في ابدانهم وعافية في اجسادهم وثقة بالله قوية وامل ممتد في غد مشرق بالخير والنعيم بسبب تمسكهم بالدين وقيمه... إن الاسلام الحنيف شرع الزواج وامر به وحض عليه ،والرسول "ص وآله" يقول: "من كلم موسراً لأن ينكح ثم لم ينكح فليس مني، ثم إن الاسلام يرفض الرهبانية والاعراض عن الزواج ،فقد روي إنه جاء ثلاثة رهط الى بيوت ازواج النبي "ص" يسألون عن عبادته فلما أخبروا به كأنهم اعدوها قليلة ،فقالوا: واين نحن من النبي "ص" فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،قال احدهم: اما انا فاني اصلي الليل ابدا، وقال الاخر: وإني اصوم ادهر ولا افطر، وقال اخر: وانا اعتزل النساء فلا اتزوج ابدا، فلما جاء رسول الله "ص وآله" قال لهم: "انتم الذين قلتم كذا وكذا؟ اما والله إني لأخشاكم لله واتقاكم له لكني اصوم وافطر واصلي وارقد واتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني. 

وهذا الموقف من رسول الله "ص وآله" برهان قوي على إن الاسلام دين الفطرة يقول لكل شخص: "اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"، وقد جاء ذلك صريحا بقول الله سبحانه: "وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا..."، ويقول سبحانه ايضا: "قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق، قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون".

لقد نهى الاسلام عن العزوبية لأنها خطر على الفرد والمجتمع ،فهي اذا انتشرت في امة فلاشك إن البعض من شبابها وشاباتها يتجهون في حياتهم الاجتماعية الى الانحراف في السلوك الاخلاقي.
وبالتالي فإن العزوبة من الامور الخطيرة في المجتمع التي تهدد بزوال الاسر ويكون من وراء ذلك شقاء الرجل والمرأة على السواء.. ويؤدي ذلك الخطر الى انهيار اقتصاد الدولة لان العزب ومن يضرب عن الزواج سيصرف همه في التفكير بالجنس الاخر وكيفية الوصول اليه ،ولاشك فإن الذين يفكرون في هذه الاشياء لا يقوون على الانتاج لضعف قواهم وانشغالهم وانسياق فكرهم وراء اشياء اخرى تؤرقهم فيؤدي ذلك الى ضعف القوى الفكرية لديهم ويكون ذلك سببا في الانهيار الاقتصادي لانهم لا يبالون بالصناعة ولا يحرصون على زراعة الارض ولا يعملون في التجارة، ولذاك رفض الاسلام العزوبة ونهى عن الرهبنة لإنه خطر ديني واجتماعي.

قطع صلة الرحم: إن الإنسان العزب او الشخص المضرب عن الزواج نجده منبوذا لدى اقاربه وهنا يكون قطع صلة الرحم وايجاد جو من العداوة والبغضاء ،ولذلك نهيب بالشباب ونقول له تزوج لأنك ان فعلت ذلك وتريد أن تحصن نفسك وتطهر قلبك وتؤسس بيتا لتنجب أولاداً فان الله معك يسدد خطاك ويفتح لك ابواب الخير ،ومصداق ذلك قوله تعالى: "ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله".. فالحق سبحانه اخبر انه بالزواج القائم على الاصول والقواعد المرعية يبارك الله فيه ويغني الله الزوج والزوجة من فضله حسبما يقول الرسول "ص": "تنكح المرأة لأربع: لمالها وجمالها ونسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".  

أي أنك تغتني وتمتلك الخير اذا أنت تزوجت المتدينة الصالحة" واذا لم يتم الاقدام على الزواج مع القدرة على تكاليفه فان الانسان يعيش في تعاسة وفقر وشتات ذهن وقلة انتاج وعلاوة على انه يبعد الانسان عن اهله والحق سبحانه امرنا بصلة الرحم ،وكما جاء في الحديث القدسي: "انا الله وانا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته"، ولا يقبل العاقل لنفسه هذا الوضع أبداً، لذلك كان الزواج هو العلاج والعامل على الاتزان والثقة عند الأهل، ويعيش الانسان في جو كله خير وهدوء واستقرار.

 

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج فسحة من الأمل-الحلقة الأولى.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا