كوني حرة لا متحررة.. كي لا يتناثر العقد
2020/11/24
563

أختاه ...أيتها الدرة المصونة والجوهرة الغالية!

أرعي لي سمعَك وقلبَك فإن لي إليكِ حديثاً .. مازال يتردد في جناني ويملأ عليّ فؤادي الذي اكتوى غيرة عليك ومحبة للخير لك... 

كيف و ما رأيتُه منكِ هناك ، تفطَّر له قلبي واغرورقت له عيناي ،حتى امتلأتا بحرقة الوجدان قبل دموع الأجفان..

وأنا أرى بأم عينيّ كيف أغارت مخططات الأعداء وسهامهم الحاقدة المسمومة ، على عزتكِ وشموخكِ ودينكِ..

وحتى صرتِ ألعوبة في أيدي حثالة القوم من أرباب الأزياء والموضة ، ، وروّج لها تاجرٌ أعمى القلب قدم حبَّ المال على حب الله ورسوله... 

أجل ! فما كان والله يخطر لي ببال أنكِ تسقطين في شراكهم ، فقد كنتُ أحسب أنكِ في مأمن من ذلك كله وكنتُ أرى لك رأياً وإيماناً!

كيف وقد أصبحتِ وأصبح حجابكِ وأمسى كالسفينة المشرفة على الغرق، والتي يتقاذفها الموج ويأتيها الموت من كل مكان، أو كالذي تهوي به الريح في مكان سحيق! 

أرأيتِ كيف خماركِ – ومعه هذه الطُرَح المزركشة - فقد صار لثاماً ولعبة في يدكِ يكشف لذاك ويسدل لهذا ، تفعلين ذلك وكأن الله لا يراك!!
أما تعلمين أنه مطلع على خطرات نفسك التي بين جنبيك : "وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا في أنفُسِكُم فاحْذَرُوهُ.."؟

ثم إنهم أسقطوا عباءتكِ عن علياء رأسكِ ، وألبسوكِ ثوباً أسوداً أشبه شيء بأثواب الرجـال ، وسموه كذباً وزوراً ( عباءة ! ) ، نعتوها بالعمانية تارة وتارة

بالفرنسية وبالمغربية تارة أخرى ، لا يلوون على شيء طالما أنها تحقق لهم هدفهم الأكبر وهو إسقاط حجابكِ بالكلية 

فانظري كيف يتدرجون بك إلى الهاوية خطوة خطوة ، و هكذا خطوات الشيطان ، فأي سخرية بالدين وبشعائر الإسلام هذه ؟؟

قال الله عز وجل في شأن المنافقين والمستهزئين بالدين: " قُل أَبا لله وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُم تَسْتَهْزِؤونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إيمَانِكُمْ " ! فنعوذ بالله من

موارد الضلال ومن فتن يرقق بعضها بعضاً.. 

أما الجلباب في الاصطلاح الشرعي فليس بثوب ذا أكمام وأكتاف وخاصرة ، وإنما هو ملاءة تلتحف بها المرأة فوق ثيابها تستر به جميع بدنها وثيابها وزينتها، أمَا وإن هذا الثوب الذي ترتدينه لم يبق فيه من الجلباب الشرعي والعباءة ، سوى الأحرف التي سرقوها من تيك الأولى العالية الشامخة ، تلك التي طالما رفعتها على رأسكِ تاجاً لعزكِ وعنواناً لمجدكِ وفخراً لكِ بين الأمم على مر التأريخ! 

أختاه.. أنتِ تعلمين أن هذا الثوب أو الفستان الأسود الذي كنتِ ترفضينه من قبل بشدة قبل أن يسموه لك عباءة ، تعلمين - دون ريب - أنه ذريعة محققة لإسقاط الحجاب كلية - وهو بذلك محرمٌ من باب سدِّ الذرائع ، فكل ما أفضى إلى حرام فهو حرام ، كما هو معلوم عند أهل العلم سلفاً وخلفاً ، وكما أفتى بحرمته العلماء من هذا الوجه ، ومن وجوه أخرى ، كإظهاره لتفاصيل جسد المرأة ومشابهته لطريقة لبس الرجال أرديتهم، ولمخالفته لقول الله عز وجل (يَا أيُّهَا النَّبيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ.

وكما هو محقَّق عند أهل اللغة أن استعمال الحرف "على" وهو من حروف المعاني ، يفيد العلو ، وأعلى الجسد هو الرأس وليس الكتف، نعم !! تعلمين أنه ذريعة أكيدة لأهدافهم الدنيئة ، وقد رأيتِ بنفسكِ كيف وسعوا أكمامه ، حتى ما إذا جئتِ لإتمام الصفقة -الخاسرة- و ما إن رفعتِ يدكِ لإعطاء ذلك البائع الجشع نقوداً -يالله- ثمنا باهظاً لإنقاص ستركِ ، حتى انكشفتْ ذراعك إلى المرفق.

وربما زركشوها وربما.. وربما.. ورأيتِ كيف أخذتْ يد التخريب الآثمة في تضييق ذلك الثوب ، وتشريحه من هنا وهناك وتزيينه ، حتى صار بعض ما يلبس في البيوت أقلَّ فتنة مما تلبسين في السوق ، ثم تحسبين أنكِ على شيء وأن لكِ حجة.

أختي الغالية .. أو ما سمعتِ ذلك المنصِّر الذي وقف في أحد مجامعهم في بلاد الغرب ، ثم قال : تظنون أننا لم نفعل شيئا في جزيرة العرب ولم نحقق نجاحاً ؟؟ ثم صمت قليلاً وقال : نعم ، نحن لم نستطع أن نُدخلَ رجالهم في النصرانية ، ولكننا نجحنا في أن نُلبس نسائَهم لباس راهبات الكنيسة! 
أختاه .. لقد قال ربي وربك : (يَا بَني آَدَمَ قَدْ أَنْزَلنَا عَلَيكُمْ لِبَاسَاً يُوارِي سَوءَاتِكُم وَرِيشَاً وَلباسُ التَّقوى ذلكَ خَيْر ، ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَعَلَّهُم يَذَّكَّرُونَ).

أحقاً أنت حفيدة سيدتنا خديجة وفاطمة الزهراء وزينب الحوراء سلام الله عليهن اجمعين"؟ ، وذلك الطراز الأول من النساء اللاتي يتشرف بذكر أسمائهن المداد ويتضوع بشذا عَرفهن أجواء بيوت الطهر والإيمان؟!

نعم يا اختنا عليك الاقتداء بهن قولاً وفعلاً حتى تكوني امتداد لأعظم النساء.

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مجلة رياض الزهراء(عليها السلام)/ مجلة شهرية تصدرها شعبة المكتبة النسوية في العتبة العباسية المقدسة/ العدد158.

الكاتبة: زينب شاكر السماك.

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا