الهواتف ورقابة الأهل..(أمُّ أخطأت التصرف)
2020/04/07
534

إن مجتمعاتنا في زماننا اليوم تختلف عن السابق بسبب دخول التطور في حياة كل فرد منا سواء كان هذا التطور بشكل هواتف حديثة أو التلفزيون أو الأجهزة الإلكترونية وغيرها الكثير، وبات من المهم أن تزداد مراقبتنا لأبنائنا أكثر وأكثر رغم أن الواقع وللأسف الشديد ليس كذلك حيث أننا نجد أن الأهل يبالغون في فسح المجال أمام أبناؤهم مرة يعتبرون أن ذلك من متطلبات الثقافة والحرية الفردية أو التعذر بكلمات تتكرر على مسامعنا كثيراً نتشابه بها في الغرب بالظاهر وهي في جوهرها فارغة وفاشلة لكن بالنتيجة تؤثر سلبياً على حاضرنا ومستقبلنا كأمة وليس عائلة فقط ومن هذه الأمور هي المخاطرة وأن أردنا أن نعرف أكثر ما معنى هذه الكلمة أنقل لكن أخواتي عن قصة روتها لي احدى الأخوات وأحببت أن أتخذها محور لحلقة اليوم لأننا نلاحظ تكرارها كثيراً 
تقول هذه الأخت: مررت أنا وعائلتي بظروف قاسية كثيرة بسبب الأحوال المعيشية والامنية مثلي مثل الكثير من العائلات وعندما بدأت امورنا تتحسن ولو بشكل بسيط حاولت ان أعوض أطفالي ولو بالقليل فإشتريت هاتف لولدي الكبير لأني لاحظت أنه يشعر بالغيرة من أقرانه سواء في البيت أو المدرسة وظننت أني بفعلي هذا أسد النقص لديه غير أني اكتشفت بعد فترة أنه ازداد في تمرده وبدأ يطالبني بأن اشتري له جهاز أحدث من الذي يملكه وكل مرة يطالبني بالمزيد غير مراعياً لبساطة الحال الذي نحن فيه إضافة الى انشغاله بالهواتف والبرامج التي فيها وهوسه بموضة الهاتف غير ملتفتاً الى أن الغاية منها هي الاستفادة منها وهذا ما توقعت أن يستفيده منه.

أخواتي.. لعل قضية الأخت التي تكلمنا عنها في بداية حلقتنا هي ليست قصة فريدة في مجتمعاتنا هذه الأيام ولأننا نتمنى أن لا يقع الأهل بمثل هذا الامر نقول وبكل صراحة، أن الأم او الأب اللذان يسمحان لأبنائهما باقتناء الهاتف أو غيره يجب أن يعلموهم منذ البداية الى أن سبب قبولنا لشرائك الهاتف هو من أجل أن تستفيد به في أوقات الضرورة لا أن نشتريه لك لأن فلان لديه هاتف أو لأن أصدقاؤك لديهم هاتف فالغاية منه المنفعة لا المضرة ولأننا اليوم في ظل ظروف مختلفة تختلف عن الزمن الماضي حيث كانت المدارس في نفس مناطق السكن اليوم نجد أن اغلب أبناؤنا مدارسهم تكون بعيدة عن المنازل بحيث يضطرون لركوب السيارة الأمر الذي يقلق بعض الأمهات أو الآباء وهذا غير أن الظروف الأمنية بحد ذاتها وقلقنا على أبناؤنا حين تواجدهم خارج البيت هو أمر يدعونا في أحيان أخرى الى أن نقتني الهواتف لهم ومن أجل كل هذه الأسباب وتلك وجب أن تكون هناك الية لتقنين شراء الهاتف لهم من حيث استخدامه أو نوعيته وكذلك ما يكون فيه من أرقام أو محتويات أخرى لأننا نعلم جيداً أن الهواتف اليوم أشبه بأن تكون حاسوباً متنقلا بين أيدينا وليس من الصحيح أن نترك هذه الأجهزة بدون رقابة لا بل أن صح التعبير أوجب ان تكون الرقابة مشددة ليس من باب عدم الثقة بأبنائنا فنحن اذا ربيناهم على الاسس الصحيحة والقويمة نعلم جيداً كيف يفكرون وكيف سيتصرفون حين نمنحهم الثقة وهذا الامر له جذوره منذ الطفولة حيث أن الثقة بالطفل ولغة التفاهم بين الأهل وبينه تجعله يكون قريباً منهم ويطلعهم بما يريد وما يفكر.

مستمعاتنا ، متابعاتنا ... ان موضوع حلقة اليوم هو حول الهواتف وكيف نتعامل مع ابناؤنا في حال حصولهم عليها ولكن من الأمور التي تتوازى في كل شيء هي الأصدقاء وكيف يكون وجودوهم ايجابي ام سلبي  فحتى الإلحاح الشديد من قبل ابناؤنا قد يكون دافعه الأصدقاء وكيف انهم يؤثرون فيهم وان كان موضوع تأثير الصديق يحتاج الى حلقة خاصة في الحديث عنه اذ يجب مراقبة من يرافق أبناؤنا سواء في المدرسة او خارج البيت في الشارع وغيره وان نكون متأكدين ان هذا الصديق ليس صديق سوء فلطالما نرى مشاكل كثيرة تقع فيها بعض العوائل بسبب الهواتف وسوء استخدامها وحين نرجع للسبب الرئيسي نجد ان الأصدقاء كانوا قد اثروا عليهم بشكل سيء وأوقعوهم في المشاكل. 

ومن المهم أخواتي وجود أنشطة وفعاليات تأخذ بأوقات الشباب والأطفال بعيداً عن الانشغال بالهواتف وغيرها وهذا ما سنتكلم عنه في حلقات أخرى إن شاء الله حيث أن انشغال الفتى في عمر المراهقة وحتى في عمر أكبر بقليل بالهواتف وجديدها وأنواعها أخذ من طاقاتهم وعقولهم الكثير؛ حيث أننا نجد أن لديهم عقول ذكية ولكنهم لا يوظفونها من أجل العلم أو التقدم وتغيير حال بلادهم بل استحوذت على اهتماماتهم أمر زائفة لا فائدة منها إذ نجد أن هناك أشخاص إن تسألهم عن موادهم الدراسية أو مستواهم العلمي قد لا يجيبون بشكل مسترسل مثلما يجيبك لو سالته عن أحدث التقنيات في الهواتف أو كيفية تشغيل برنامج ما أو تصليح الهاتف وغيره ومن هنا ابتعدوا عن الغاية الأساسية التي من أجلها امتلكوا هذه الهواتف وغيرها.. ولو عدنا وتذكرنا بداية حديثنا في أول فقرات حلقة اليوم نتذكر أن الاخت التي تكلمنا عن مشكلتها اوردت ان ابنها لم يعد يهتم لوضعهم الاقتصادي بل اصبح جل اهتمامه هو ان يحصل على ما يريد لأنه أصبح لا يرى إلا حاجته التي يريدها ويسعى الى الحصول على تنفيذها اي أنه أصبح يتصرف بشكل أناني لأنه ربما من شدة ولعه وتعلقه وشغفه بالهواتف وأنواعها وموديلاتها أصبح هو هذا محور اهتمامه فلا يبالي بغيره.

إذن عزيزتي يجب أن تكون لديك قواعد صارمة منذ البداية بمساعدة الأب وأن تحاولي قدر الإمكان أن تعلمي أبناءك أن الغاية من الهاتف هو لمعرفة مكانك وللأشياء الضرورية لا غيرها كاللعب به أو ولع التصوير وغيرها. 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج المفاتيح البيضاء- الحلقة الأولى-الدورة البرامجية54.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا