كيف نعامل الناس بخلقٍ حسن؟
2020/03/16
389

موضوعونا هو كيفية معاملة الناس بحسن الخلق، وهذه الطريقة هي قاعدة مهمة للعلاقات الإنسانية ليس بمفهومها الإداري فحسب، بل بمفهومها ومدلولها الأخلاقي، وقد بيّن الرسول (صلى الله عليه وآله) هذه القاعدة الأصيلة وقال لأبي ذر: (اتق الله فيما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي الدراء: (اثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة تقوى الله وحسن الخلق).

نرى في أغلب الأحيان الشخص الناجح في حياته من أوائل صفاته هي حسن الخلق، فلو انتشرت الأخلاق في كل مكان وكانت هي العنصر الأساسي في التعامل لنتج عنه أجواء من التفاهم والثقة والإلفه، وبالتالي سيؤدي هذا إلى زيادة الإنتاجية في العمل؛ لأن صاحب الأخلاق يعمل بدافع ضميره ويشعر برقابة الله سبحانه وتعالى عليه، فنرى أن إبتسامته في وجه أخيه صدقة وعندما يلقي التحية فإنه يتبع هديَّ النبي (صلى الله عليه وآله) في إفشاء السلام وعندما يبتعد عن الجدال فإنه يطبق أقوال رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي أوصى بها المسلمين في الأخلاق وحسن المعاملة.

فعندما نشكر شخصاً قام بأداء خدمة لنا فإن علينا أن نتبع قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قال: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا فأدعو له حتى تعلموا أنكم كافأتموه).

إن من الصفات التي يتصف بها الشخص ذو الخلق الحسن هو أن يكون كثير الحياء وقليل الأذى كثير الإصلاح بين الناس، وصدوق اللسان وقليل الكلام وكثير العمل وقليل الزلل وباراً بوالديه ويصل من قطعه ويعفو عن من ظلمه ويكون وقوراً وصبوراً على الشدائد وشكوراً لله تعالى، ويرضى بالقليل وعفيفاً ولا يكون لعّاناً ولا سبّاباً ولا نمّاماً ولا مغتاباً ولا عجولاً، ولا حقوداً ولا بخيلاً ولا حسوداً، ويكون بشوشاً يحب في الله ويبغض في الله ويرضي في الله.
فإذا أردنا أن نكون ذوي شخصية ناجحة علينا الحفاظ على حسن الخلق بتعاملنا مع الآخرين، هذا الصفة التي ترتقي بصاحبها إلى أعلى الدرجات وتجعل منه قدوة للآخرين. ومن أجل أن نجعل من أنفسنا شخصية ناجحة يقتدي بها الآخرون ونكون مؤثرين فيهم، علينا أن ننمي في أنفسنا بعض الصفات الأخرى مثل الشجاعة في قول الحق والأمانة والذوق الرفيع والإيثار.

وإذا أردتِ أن تكوني قدوة عملية لأسرتك ولمن تتعاملين معهم، عليك تنمية الصفات التي ذكرناها وبذلك لن تجدي نفسك مضطرة لإلقاء الخطب والمواعظ على أسماعهم؛ لأنهم في هذه الحالة سيتبعون خطاكِ، لأنهم يعتبرونك قدوة لهم وعليهم إتباعك، وإنطلاقاً لأدائك لواجبك كما ينبغي وسلوكك المثالي وأخلاقك الفاضلة فسوف يحترمك الآخرون ويفخرون بكَ، وتزداد رغبتهم في فعل ما تريدين منهم حتى يكونوا عند حسن ظنك بهم؛ لأنك شخصية ناجحة ذات أخلاق سامية. ومن أجل أن تتعرفي على كيفية تكوين شخصية ناجحة توجد بعض الوسائل لذلك أذكر لك منها: علينا أن نضع معايير عالية أثناء التعامل مع الآخرين، ومن أجل أن نكون قدوة علينا إلتزام الجدية بالعمل وعلينا أن نحتفظ بصحة جسمية ويقظة عقلية والتحكم بأعصابنا من التوتر، ونجعل نظرتنا للحياة نظرة حرة متفائلة وعلينا إستخدام اللطف والكَياسة، كما علينا أيضاً إلتزام الصدق بما نقول عن الصدق.

وهناك صفات أخرى يتميز بها الشخص ذو الشخصية الناجحة، أذكر لك منها إشاعة المرح والفرح لمن حولك..إن المرح يخلق مناخاً نفسياً مشحوناً بالسرور والغبطة والإرتياح، إن الإنسان المرح يعتبر نموذج صحي يطلق القدرات العقلية للتعلم بسهولة، وكذلك يؤدي إلى سهولة بناء العلاقات مع الآخرين والتأثير عليهم من خلال إعجابهم به واحترامهم له، فالمرح يجعل منك شخصية متفتحة للطاقات العقلية، فالإنسان المرح يكون على الأغلب ودوداً وذكياً فهو يرغب بأداء دور أفضل، كما يرغب بأن يسعد الآخرين ووسيلته في كل ذلك هي الإقلاع عن الكآبة في سلوكه النفسي، فالمرح يعني الإبتسامة أو الضحك وهو فلسفة ذاتية تنطلق من إيمان الفرد بأن يمتلك صحة عقلية جيدة ومنفتحة على الآخرين ومتواصلة معهم، وكذلك يمتلك نظرة متفائلة للحياة ويرسم خطة مستقبلية لنفسه ولعمله. وخلاصة القول أختي القارئة هو أن الإنسان المتفائل الناجح يجعل من المرح زاداً لعقله وغذاءً لروحه وأكسيراً لحياته، فالكل يضاعف من متانة صحته ويجعل عقله متفتحاً نحو آفاق أرحب، وبالتالي يجعله يُكوِّن علاقات متينة مع الآخرين بعيداً عن التشنج والتصلب بالرأي.

وإذا أردنا أن نكون أكثر نجاحاً علينا تحديد هدفنا في الحياة بدقة وبعد ذلك نعمل على تحقيقه، ثم نكتشف القدرات الذاتية التي نمتلكها وذلك لتوظيفها في سبيل بناء ذاتنا، ونعمل بقدر ما نستطيع ونبذل جهدنا وطاقاتنا، كما علينا أن لا نؤجل عمل اليوم إلى الغد، بل نسرع في تنفيذ الوقت في العطاء والإنتاج. وعلينا الإبتعاد عن الكسل والضجر والملل، وعلينا المثابرة والجدية في العمل والإستفادة من تجارب الآخرين ولا نستسلم للإحباطات، والإخفاق نحوّلها إلى دروس عملية نتعلم منها كيفية النجاح ولا نكون ضعفاء أمام العقبات والمشاكل. واعلمي أختي أن طريق النجاح مزروع بالأشواك؛ لذلك علينا التخطيط للطريق ليكون أسهل ولا نجعل الأمور تسير بدون تحديد الهدف الذي نريد الوصول إليه.
 

 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: الشخصية الناجحة -االحلقة الخامسة-الدورة البرامجية 26.

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا