أب يُطرد من قبل أبنائه!
2021/01/01
1117

تنقل لنا مديرة قسم الاحتياجات الخاصة/مدير مديرية العمل والشؤون الاجتماعية في كربلاء المقدسة(سلمها الله)  تقول: 

أحد الايام خلال وقت الدوام طرق بابي أحد الموظفين السابقين في دار المسنين وقد أحيل على التقاعد منذ سنوات وقد أصبح عمره الآن ٧٠ عاماً يبكي ويطلب مني قبوله في دار المسنين!
 حقيقة في بادئ الامر فوجئت وبدأت أبكي معه لأنه كان موظفاً جيد جداً فلماذا هذا القرار؟

سألته: على حد علمي لديك أبناء وبنات سبعة وكلهم متزوجون.

 أجابني: نعم ولديك بيت باسمك..

 أجاب بنعم أيضاً .. وهنا بدأ يبكي مرة أخرى، توقفت عن الأسئلة وقلت له: تكلم، أخبرني ماذا حدث؟ 

 قال: بعد أن توفيت زوجتي لم أرغب بالزواج بأخرى لكبر سني واحتراماً لمشاعر أولادي  وبعدها بدأ أولادي بمعاملتي معامله جيده جدا وبشكل ملفت للنظر ولكن لحبي لهم لم أنتبه لما يدور حولي، أتفق الاولاد على إقناعي بتسجيل البيت باسمهم وهذا لمصلحتي وبأن راتبي لا يكفي لدفع فواتير الكهرباء والماء والبيت يحتاج الى ترميم وغيرها، وهم من سيقومون بالاهتمام بهذه الأمور بدلاً عني واقتنعت ونقلت ملكية البيت بأسمائهم وسارت الأمور بشكل طبيعي جداً، اهتمام وعناية ولكن.. بعدها بعدة سنوات اتفقوا على بيع البيت وتقسيم المبلغ! هنا تكلمت وصرخت: وأنا اين سأذهب؟

 أجابوني بكل لطف بيوتنا كلها لك في كل بيت سيكون لك غرفة ستعيش معززاً مكرماً.

ولكن للأسف لم يتحقق من هذا أي شيء، طُردت من بيوتهم وأصبحت في الشارع  قمت باستئجار غرفة ولكني لم أستطع أن أعيش وحدي وراتبي لن يكفي لذلك توجهت لكم وأنت تعرفيني وستوافقين على إدخالي لدار المسنين..

 أنا بدوري سارعت باتخاذ جميع الإجراءات لتسهيل دخوله للدار، ولكن عز عليّ الموقف فبحثت عن أولاده ووصلت  الى أرقام هواتفهم واتصلت بهم وتحدثت معهم علماً بأنهم يعرفوني ويعلمون أن والدهم دخل الى دار المسنين،  البنات كان عذرهم أزواجهم لا يقبلونه في بيوتهم وأولاده يقولون لديه راتب وبإمكانه أن يعيش في أي مكان، زوجاتنا لسن خادمات له وهو الآن مرتاح ونحن أيضاً مرتاحون.. ومبلغ البيت قد وزع بيننا لأن الظروف صعبة وكلنا محتاجين وبإمكانه أن يأتي لزيارتنا كضيف مرّحب به..
 أنهيت المكالمة وأنا كلي أسف على هكذا أبناء عاقين لوالدهم، أدخلت الرجل المسن الى دار المسنين واطمأننت على وضعه مع زملائه في الغرفة وكان الحمد لله جيداً..

الدار مفتوحة لهكذا حالات وسنحاول مرة أخرى مع أبنائه وبناته وأزواجهم لعل أحداً يرق قلبه ويخاف الله ويتقبل والده ونحاول أن نستعين بالأقارب والأصدقاء المقربين من أبنائه للتأثير عليهم.

 



الباحثة ثورة الأموي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا