حق المسن في الإسلام
2020/01/25
683



أختي الفاضلة إن من المكارم العظيمة والفضائل الجسيمة احترامنا لكبير السن ورعايته والأهم من ذلك وعينا بحقوقه ويجب أن لا ننسى أنه سيأتي علينا يوم نكون فيه مسنين ضعيفي البدن والحواس وفي احتياج الى من حولنا لذلك لتقدم هذه الايام يجب أن نبر بمن هم أكبر منا سناً عسى الله عزوجل أن يرزقنا من يبر بنا، فالشيخوخة مرحلة من مراحل العمر وحلقة من حلقات التأريخ وجزء لا يتجزأ من وجود كل مجتمع من المجتمعات الانسانية، فهي سنة الله في خلقه أن يأتي بجيل بعد جيل على امتداد عمر البشرية المديد، فيقدم الانسان في حياته التضحيات وقد يتعرض لمختلف ألوان الفاقة والحاجة أو الألم أو المرض أو العجز وخاصة إذا رد الى أرذل العمر اذ يبقى رعاية تلك الفئة من الاباء والاجداد واجباً شرعياً يتحتم علينا القيام به وديناً يجب ان نقوم بالسداد به والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

ما هي القيم التي وضعها الإسلام للتعامل مع كبار السن وهل للمسن حق في الاسلام؟

وضحت الضيفة(سحر محمد رضا الطيار/ باحثة اجتماعية ومبلغة دينية) هنا بيان لجواب هذا التساؤل: يمكن أن نعرف الكبير في السن بأنه الشخص الذي تقدم به العمر حتى أصبح شخصاً عجوزاً غير قادر على القيام بالأعمال التي تتطلب منه جهداً كبيراً وربما لا يستطيع أن يؤدي حتى الأعمال التي يحتاجها لشخصه أو لنفسه، فمن هذا التعريف ننطلق الى ما أراد منا الاسلام في الشريعة الإسلامية المقدسة بأن نكون اليد اليمنى لهذا المسن والظهر الساند له، فعن رسول الله "صلى الله عليه وآله" عن الإمام علي (عليه السلام): (من وقر ذا شيبة لشيبته آمنه الله عز وجل من فزع يوم القيامة).
وبينت الضيفة أيضاً توصيات الرسول "صلى الله عليه واله وسلم " وأهل بيته على رعاية المسن كذلك الشريعة الاسلامية احاطت العناية بهؤلاء الاشخاص بأن عفت عنهم البعض من الواجبات التي امر الله عزوجل بها حين يتقدم الانسان في العمر لكبره وعدم قدرته على القيام لأداء هذه العبادات بصورة كاملة،  اذاً لابد علينا نحن كأشخاص أن نرعى كبار السن وبالأخص الوالدين.. ينبغي علينا أن نتمتع  بكثير من القابليات، بكثير من القدرات بكثير من المعارف لما أوصانا به الله سبحانه وتعالى على لسان الرسول الكريم" صلى الله عليه وآله".

 بينت الضيفة نقطة مهمة جداً وهي أن أهم احتياجات كبار السن منا هو الصبر؛ فالشخص الذي يعيش مع كبير السن ينبغي ان يتحلى بالصبر فهذا الانسان يتمتع بخبرة اكتسبها خلال عمره الطويل  الذي مر به بكثير من المعاناة فلابد أن يضع هذا الشخص الذي يعيش مع كبير السن هذه الامور أمام عينه.
أختي الكريمة إن الدين الاسلامي الحنيف  ليكمل الناس في آدابهم  وأخلاقهم ومعاملاتهم، فعن رسول الله "صلى الله عليه وآله "يقول: إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق، وإن من الأخلاق النبيلة والخصال الكريمة التي دعا إليها الاسلام مراعاة قدر كبار السن ومعرفة حقهم  وحفظ واجبهم، فالإسلام امر بإكرام المسن وتوقيره  واحترامه وتقديره.

أختي الفاضلة إن اتباع السنة النبوية الشريفة وأحاديث أهل البيت عليهم السلام يسهل علينا التعامل مع كبار السن ،فالشريعة الاسلامية  لم تضع شيئا في الحياة الا ووضعت له قانون و ركائز  منذ ولادة الانسان الى ان ينقل الى مثواه الاخير ،لكن ومع شديد الاسف أن الحياة تأخذ مسارها وتأخذ الناس في معتركها،  وأن الأيام تمر مروراً سريعاً ونحن لم نقدم شيئاً لآخرتنا ولم نقدم شيئاً نحسن به عاقبتنا  فيكيف يممكن ان نحسن عاقبتنا بهذه الأمور البسيطة منها رعاية المسن رعاية الأم والأب وتلبية متطلباتهم وحاجاتهم دون منٍّ  بل قربة لله تعالى، فالله عز وجل سيجزينا على هذا العمل فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ (هذا ما بينته الضيفة سحر محمد الطيار في حديثها) كذلك ذكرت أن الدين معاملة، وينبغي أن أراعي الحقوق والواجبات لكبار السن بغض النظر عن ديانة الطرف الآخر فأتعامل أنا حسب ديني  حسب ما ربتني به الشريعة الاسلامية بغض النظر عن الطرف الاخر سواء كان استثمر هذا التعامل أو استفاد منه أو اتبع الدين الاسلامي أو اتجه اتجاه صحيح  فبذلك انا اديت الفرض الذي أمرني به سبحانه وتعالى بينت للشخص المقابل ما يرده مني الإسلام فأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) عن كبار السن  تتواتر كثيراً في سبيل أن نحترم الشيخ الكبير نحترم المرأة الكبيرة فن هؤلاء  من قدموا ثمرة حياتهم ثمرة جهودهم فهم لا يريدون منا سوى الرعاية وحسن المعاملة، فإن ترك كبار السن مركونين على جنب واهمالهم وانه انتهى دورهم بالحياة هذا الاحساس وهذا الشعور في الواقع يقتل روح الحياة لدى كبير السن فيشعر الإنسان بالملل والضجر، يشعره بعدم فائدة من وجوده، فلو يعلم الانسان ما في وجود كبير السن من بركة، من رحمة الله سبحانه وتعالى لما أهملهم ، كان أحد العلماء عندما يمر بعسرة مالية أو بضائقة معيشة يقول:  ماذا أفعل؟ أبرّ بوالديّ اتصل بهم وأحدثهم وأضحكهم فعندما يضحك أبي أو تتبسم أمي أقول لهم ادعوا لي فتنقضي حاجتي، فنلاحظ البركة الكبيرة وهذا الخير الكبير بوجود كبير السن، فهناك بعض المنازل تحدث بها الكوارث لا سامح الله وبوجود كبار السن فأن الله عزوجل يبعد هذه الكوارث عن هذا المنزل فبوجوده يبعث الرحمة في هذا المنزل يجعل البركة فيه ويجعل الدعاء مستجاباً.

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج عبق الماضي- الحلقة الثانية- الدورة البرامجية44 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا