مشكلة عدم التواصل مع المسنين
2020/01/20
566

إن الاتصال يعد عملية أساسية بين البشر، نحس ونفهم من خلالها بيئتنا، حيث يتسنى لنا أن نتأثر بها ونؤثر فيها.
إن الاتصال هو العملية التي يتم بمقتضاها تكوين العلاقات بين اعضاء المجتمع (بغض النظر عن حجم وطبيعة المجتمع) وتبادل المعلومات والاراء والأفكار والتجارب فيما بينهم.

والاتصال هو عبارة عن رسالة ترسل من قبل المرسل ويتلقاها المستلم، وللاتصال أخواتي أشكال متعددة، فهناك الاتصال اللفظي الذي يعتمد على الكلام واللغة، وهناك ايضا مستمعتي  الاتصال غير اللفظي: وفي يتم تبادل المعلومات والآراء واستلام رسالة محددة دون استخدام اللغة كأداة للاتصال، وهنا يتطرق الحديث إلى ما يسمى لغة الجسم.

ومن أشكال الاتصال غير اللفظي:

تعبيرات الوجه، وضع الجسم، المظهر العام، طريقة المشي، الصمت، إصدار الصوت والإشارات..أخواتي إن الاتصال اللفظي يعتمد على ثقافة المجتمع وعاداته وقيمه وتقاليده حيث يؤخذ فيها الرموز والاشارات والحركات لتستعمل في عملية الاتصال.

وكل البشر بحاجة إلى عملية الاتصال، ولكن للمسن أهمية خاصة لأنه في مرحلة حرجة من حياته فهو بحاجة لأن يفهم كل ما يدور حوله وما يحصل له لذلك علينا مراعاة هذا الجانب وعدم إغفاله.

ولا يحق لنا أن نتحدث باسمه وعنه بل علينا التواصل معه واشراكه بكل ما يعنيه حتى ولو كان هناك مشاكل تعوق عملية الاتصال، وهنا ايتها المستمعات يترتب علينا التفكير بتقنيات وأليات جديدة نستعملها لتواصل تلك العملية.

لذا نذكر أهم مشاكل الاتصال بكبار السن مع ذكر كيفية التغلب عليها:

 يعتبر ضعف السمع من المشاكل الشائعة لدى المسنين، وإن تكرر مواقف عدم القدرة على سماع الاخرين يعطي المسن الشعور بعدم التواصل معهم ويشعره بالاحباط والعزلة، ويمكن اتباع بعض التقنيات للمساعدة في تحسين الاتصال بالمسن المصاب بضعف السمع:

مثلا أن تقترب قدر الامكان من الشخص المسن لتضمن سهولة سمعه لك ورؤيته لك، وأيضاً واجه المسن (أي اتجه بوجهك نحوه) وأنت تتحدث معه، مع مراعاة عدم وجود ضوء مبهر منعكس على وجهه اثناء ذلك حتى يراك بسهولة وتحدث إلى المسن وانت في مستوى نظره.

نبه المسن بيدك برفق أو بإشارة منك قبل بدء الحديث إليه لتسترعي انتباهه لحديثك، واخفض أي ضوضاء تمنع المسن من سماعك قبل بدء الكلام معه.
وحاول أن تجعل حركات فمك واضحة أثناء الكلام حيث أن قراءته للشفاه اثناء الحديث تساعده على فهمك، وحاول أيضاً  أن تجعل الوضوع الذي تتحدث فيه واضحاً منذ البداية وتجنب التغيير المفاجئ لموضوع الحديث حتى لا يخطئ المسن فهمك.

ويجب أن تعطي المسن الوقت ليرد، وأن تتكلم مع المسن بشكل ودي ولكن تجنب الحديث إليه بلغة الاطفال؛ حيث إن حديثك إليه كطفل قد يشعره باستخفافك به.

وحاول أن تستخدم التعبيرات الوجهية والاشارات والايماءات اليدوية أثناء حديثك معه لتكون أكثر وضوحاً، وبدلاً من تكرار الجملة عند عدم سماعها أعد صياغتها مرة أخرى، ولا يجب أبداً أن يظهر عليك الضيق من التكرار؛ حيث إن هذا له أثر سيء على نفسية المسن.

ومن ضعف السمع الى البصر ومشكلاته

كمل تعلمن تعاني كل تركيبات العين من التغيرات العضوية المتعلقة بتقدم السن مما يعيق التواصل الاجتماعي، وأكثرها شيوعا الساد الشيخي (الماء الأزرق) الذي يضعف من قدرة المسن على الرؤية في الضوء الضعيف والقدرة على الحكم الصحيح على المسافات
ويعاني المسن أيضا من ضعف في مجال الرؤية الجانبية عند الاصابة بالزرق (الماء الاسود)، وهو ارتفاع الضغط داخل العين بمعنى أنه يرى أمامه ولكنه لا يتمكن من رؤية جانب ساحة الرؤية بوضوح إلا بإدارة رأسه نحو الجانب.
وما عليك فعله عند الاتصال بالمسن ضعيف النظر أن تقترب منه ببطء وحيه شفوياً مع اللمس الرفيق الحنون.
وحاول زيادة مستوى الإضاءة بالمكان حيث يحتاج المسن لمستوى إضاءة ثلاثة أضعاف المستوى العادي، ولكن تجنب الأضواء المبهرة المنعكسة المزعجة، وأيضاً عليك عند إعطاء المسن شيئاً للقراءة إذا كان يستطيع القراءة  أو صورة حاول أن يكون هذا الشيء ذا حجم كبير واضحا ويفضل استخدام الألوان المتناقضة؛ حيث إنها أكثر وضوحاً مثل الأسود على خلفية بيضاء أو صفراء.
ولا تغير مكان الأشياء الخاصة والحيوية للمسن من مكانها إلا بعلمه وإذنه، واعلمه دائما عند أي تغيير في ترتيب أثاث المنزل.
مستمعاتي الكريمات يجب أن نعلم بأننا عندما يسيطر علينا الحزن والغضب يبدو ذلك على وجهنا ويؤثر على تعاملنا مع المسن حيث يعتقد ان في الامر ما يقلق فيتأثر ويقلق هو الاخر لذلك المرح والضحك لأن  المرح له تأثيرات فيزيولوجية ونفسية عديدة مفيدة للجسم؛ حيث يساعد الضحك على إفراز الهرمونات التي تعطينا الاحساس بإننا في حالة جيدة، وتساعدنا على تحمل الألم، وهو يساعد على تقليل القلق وإفراز المسكنات الطبيعية للألم، وتحسين التمثيل الغذائي، ويحسن من الاداء العضلي.
 لذلك مستمعاتي  يفضل أن يكون تعاملنا مع المسن باعثا على المرح والفكاهة والضحك لأن الضحك عدوى، وهو نوع من أنواع الاتصال يقوي الثقة ويقاوم الغضب والاحباط؛ لذلك علينا ان نمزح مع المسن ولكن باحترام، ان نسهل للمسن اللعب مع احفاده أو مع أولاده.

وإن وجود مسافة مع المسن حين نتحدث معه حيث يشعر المسن أننا نبعد عنه ولا نريد السماع له لذلك فان اللمس يحتل مكانة عالية في تفاعلنا مع المسنين؛ حيث يزيد من ثقتهم فينا ويعطيهم الإحساس بالاهتمام بهم والقرب منهم.

  نعم.. فعندما نلقي التحية على المسن من الجميل أن نصافحه أو نمرر يدنا على رأسه، أن نمسك بيده حين نسأله عن صحته، أن نساعده في المشي أو النهوض من السرير أو عند الجلوس.

وأخيراً أخواتي نذكر بأن  المسنون يعانون من خلل التوازن عند إصابتهم بأمراض الجهاز العصبي وبعض أمراض الجهاز العضلي الحركة وآفات أخرى.
وتنتج هذه  عن خلل تنفيذ الأوامر الواردة من الجهاز العصبي لمنع فقد التوازن وهو الجهاز العضلي الهيكلي.  وقد يكون الخلل في كل هذه العناصر مجتمعة بفعل الشيخوخة وتدني أداء الاجهزة والأعضاء.

ويؤدي خلل التوازن مستمعتي إلى صعوبة حركة المريض خاصة في المواقف التي تتطلب تحكما أكثر بالجسم، ويؤدي خوف المسن من السقوط إلى قلة حركته وتخفيف فعالياته وما ينتج عن ذلك من آثار جانبية. 

لذا أيتها الأخوات تكتسب تمرينات التوازن أهمية كبرى للحفاظ على التوازن ومنع السقوط واعتماد المريض على نفسه وإعطائة الثقة في النفس،  إضافة الى أن تمرينات التوازن تحسن من سرعة رد فعل العضلات، وبالتالي تحمي الانسجة والمفاصل من الاصابة وهي تمرينات بسيطة يمكن أداؤها في المنزل وبإمكانيات بسيطة جداً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج الخريف الأخضر- الحلقة الثامنة -الدورة البرامجية 44

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا