العنف تجاه كبار السن
2019/12/05
2151

العنف كلمة واسعة المدى بعالم الألم والظلم والتعدي على الآخرين فهو بأشكاله كافة يعد من أكثر المشاكل الاجتماعية في العالم ويتفرع من العنف عدة أنواع من حيث الضحايا فعلى سبيل المثال العنف ضد الأطفال والعنف ضد الزوجة أو المرأة والعنف الأسري الذي يطال فرداً أو عددا من أفراد العائلة ومن أخطر جرائم العنف هو الموجه تجاه كبار السن سواء كان رجلاً أو امرأة.

كما إن من غير الطبيعي أن يكون مقابل العطاء جحود وبدل أن ترد الجميل تتزايد حدة العنف تجاه هؤلاء المسنين، والأضل سبيلاً أ، بعضهم يبرر لنا عنفه وعقوقه بأن أهله لم يعتنوا به في صغره أو أنهم أساؤوا معاملته، فهل هذا مبرر لإنسان قلبه نظيف وضميره سوي لأن يعامل والداه هكذا؟ فكل أم وأب اعتنوا بأطفالهم من وجهة نظرهم كل حسب ثقافته وفهمه ووعيه ودرجة اطلاعه وتعليمه وإن كان بعضهم قاسياً إلا أن هذه القسوة كانت تخفي خلفها حباً كبيراً وحرصاً على مستقبل الاولاد وهنالك من يعتقد أن عدم القدرة على التفاهم بين الصغار والكبار خلق حالة من الانسداد بين جيلين مختلفين ولهذا تحول العنف الى أسلوب للتفاهم.

ويتخذ العنف أخواتي الكريمات عدة أشكال تجاه كبار السن منها العنف الجسدي ويقصد به أي تصرف يؤدي الى ألم جسدي عند المسن مثل الحرق، الضرب، الدفع وعدم التنظيف والرعاية الجسدية وغيرها.

والعنف النفسي وهو أي فعل يسبب ألماً نفسياً ومعاناة للمسن مثل الاحتقار وعدم الاحترام والحبس والتهديد والإكراه والإجبار.
 وأخيراً وليس آخراً العنف المادي وهو أي فعل يصدر من الآخرين للسيطرة على أموال المسن أو مصادر دخله أو سرقته أو إكراه المسن على التنازل عن ممتلكاته دون رضاه، أهكذا يعامل المسن وقد كرم الله بني آدم وعظم الشرع حرمة النفس واعتنى بها وخص بالرعاية والعناية كبار السن فحث على احترامهم وتوقيرهم ورعايتهم والبر بهم وقد قال مولانا الإمام الصادق(ع): " من وقر ذا شيبة في الإسلام آمنه الله من فزع يوم القيامة"، وقد حث معلم الإنسانية الرسول الأكرم محمد(ص) على إكرام الكبير وتوقيره ومن ذلك أن رسول الله(ص) قال: " بجّلوا المشايخ فإن من إجلال الله تبجيل المشايخ" وبعد فهذه أبرز الأسس التي تنطلق منها جميع أوجه الرعاية المقدمة لكبار السن في الإسلام فهذه الرعاية ترتكز على أسس متينة وليست وليدة لحظة عابرة من العاطفة أو الرحمة.

أختي الكريمة، هل تساءلت ذات يوم كيف نحارب العنف الذي يطال كبار السن؟

يمكن محاربة العنف بانواعه كافة عن طريق السعي لاحتواء العنف الموجه ضد المسنين وينبغي هنا على كبار السن أن يعرفوا أن من أهم حقوقهم الاخبار عن حالة العنف التي يتعرضون لها كما أن القوانين الصارمة يمكنها أن تحد من عمليات العنف ضد المسنين سواء داخل البيوت أو في الأماكن العامة أو في مؤسسات الرعاية فضلاً عن أن الدعم الجماعي يلعب الدور المهم لأداء أفضل بحيث يكون كل فرد مسؤولاً عن عمله وعن حماية مجتمعه من العنف ويمكن حماية الأشخاص الأكثر تعرضاً له والتخفيف من وقعه عليهم لأن هذا الأمر يحتاج الى وعي عام حتى يمكن أن نكشف عن طبيعة الظاهرة وأبعادها الحقيقية والدوافع اليها والأساليب المؤثرة للتعامل معها فإذا أحسن الشيباب للشيوخ كان سبباً لأن يقيض الله لهؤلاء من يكرمهم عند كبرهم، فالإسلام يتعامل مع كبار السن بكل توقير واحترام ويظهر ذلك التوقير والاحترام في العديد من الممارسات في حياة المجتمع المسلم ففي القاء السلام أمر(ص) أن يسلم الصغير على الكبير وأن يبدأ الصغير بالتحية ويلقيها على الكبير احتراماً وتقديراً له.

ينبغي أن نتذكر دائماص وأن نفهم أن هناك اختلافاً كبيراً زمنياً بيننا وبين المسنين وإن هذا الاختلاف الزنمني سيؤدي حتماً الى اختلاف في الآراء والأفكار فما يعجبنا قد لا يعجبهم وما نرضاه قد لا يرضونه وهذا الاختلاف ينبغي أن نتقبله بفهم واعٍ وأن لا نحاول التأثير عليهم وتغيير مفاهيمهم لأن هذا التأثير قد يفهم فهماً خاطئاً ويؤدي الى عواقب وخيمة.

وفي الختام فلنذكر نبي الله إبراهيم(ع) عندما تعامل مع عمه وهو يدعوه الى عبادة الله ودين التوحيد وترك عبادة الأصنام فيحاوره في أدب ويدعوه برفق ولين ولا يرد إساءة عمه بإساءة وفي النهاية يدعو له الله بالمغفرة غفر الله لك ولنا ولوالدينا إنه هو الغفور الرحيم.
 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج وقد بلغت من الكبر عتياً -الحلقة السادسة- الدورة البرامجية32


 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا