ميل الأطفال الى العزلة
2023-10-07 05:32:49
531

يتميز الإنسان عن بقية الكائنات بأنه كائن اجتماعي إلا أنه يمكن أن يتصرف بما يناقض تلك الطبيعة وهو ما يعرف بالسلوك الانعزالي، وكثيرًا ما حذر العلماء من العزلة وقد قيل عنها إنها تمثل نوعًا من القتل الصامت أو المدمر للصحة سواء الجسدية أو النفسية، ويعدّ الانطواء والعزلة مشكلة حقيقية قد تواجه بعض الأطفال ولا يجب إهمالها على الإطلاق لأنها ببساطة مشكلة قابلة للتضخم ومن الممكن أن ترافق صاحبها في مراحل عمرية متقدمة، وممكن أن تصبح مشكلة كبيرة يصعب حلها.

سؤال/ ما العزلة الاجتماعية عند الأطفال؟
تعني العزلة الاجتماعية عند الأطفال الانفصال والابتعاد عن الأشخاص المحيطين بهم، والذي يمكن أن يحدث مع الأطفال أو الأشخاص البالغين وممكن أن يكون الإنسان مدركًا لذلك أو غير مدرك له والعزلة الاجتماعية هي حالة نفسية تعتري الأطفال لأسباب متعددة منها بيئية ومنها عوامل التنشئة الاجتماعية الممزوجة بأسباب جينية وراثية.


عن أشكال العزلة عند الاطفال من الممكن أن يكون هذا الانقطاع في التواصل مع الناس كاملًا أو شبه كامل وبذلك تصبح للشخص المنعزل حياته الخاصة وعالمه الخاص، ويظهر الانطواء والعزلة على شكل:

١-  نفور من الزملاء أو الأقارب.
٢-  امتناع أو تجنب الدخول في محاورات أو حديث.
٣-  أحيانًا يخالط الطفل المنطوي أطفال يشبهونه في الانطواء ويكون الحديث بينهم فقط.
٤-  كما يظهر على شكل الالتزام بالصمت وعدم التحدث مع الغير.
٥-  قد يكون الابتعاد عن المشاركة في أي اجتماع أو رحلات أو أنشطة رياضية مظهرًا من مظاهر الانطواء والعزلة.

سؤال/ ما أهم أسباب الانطواء والعزلة عند الأطفال؟  
إن عدم ثقة الطفل بنفسه أمر يدفع الطفل للانعزال والانطواء على ذاته فهو يخشى من فشله في المشاركة وفي الأعمال الجماعية وغيرها لذلك يفضل أن يعزل نفسه ليبتعد عن أي فشل محتمل..
وكذلك افتقاد الشعور بالأمن لفقده الثقة في الغير وخوفه منهم، وأيضا الصراع بين الخطأ والصواب مع من حوله فيرى بأنه هو من على الصواب ومن يحيطون به على خطأ فيفضل أو يميل إلى الانعزال عنهم والاحتفاظ بآرائه ومعتقداته، والانتقال من مرحلة إلى أخرى وما يرافقها من تغيرات جسمية وفكرية، والتي يمكن أن يصاحبها نوع من الخجل من هذه التغيرات لاسيما التغيرات الجسدية أو تغير بالصوت مما يدفع الطفل إلى الانعزال لاسيما بتلك المرحلة التي ترتبط بالبلوغ..
ويسهم أيضا تغيير الموطن (بلده أو مدرسته أو منزله) في حصول حالة العزلة عند الطفل.

وهناك أسباب نابعة من الأسرة مثل:
 التربية غير الصحيحة بالمعاملة السيئة من الأهل للطفل وتعرضه للتوبيخ أو الضرب لأتفه الأسباب، وخاصة عندما يتعرض الطفل لهذه المعاملة أمام الغرباء، مما ينمي لديه الإحساس بالدونية.

 الغياب الكثير للأبوين عن المنزل وعدم التواصل بالقدر الكافي مع الطفل مما قد ينمي الإحساس لديه بأنه غير مرغوب فيه ولا يمثل أهمية لدى أحد.
 عدم ترك مساحة للطفل للتعبير عن نفسه.

 شعور الوالدين بأن الطفل تابع لهم ويجب تنفيذ ما يأمرون به وليس له أي رأي.

 فرض الرقابة الشديدة عليه مما يُشعر الطفل بالعجز وعدم الاستقلالية. 

 الخوف الزائد لبعض الأسر على كل ما يحيط بالطفل، مما يدفعهم إلى عزله ومنعه من الاختلاط بالبيئة المحيطة به والاختلاط بالأطفال من نفس عمره، مما يؤثر على قدرات الطفل الاجتماعية ويدفعه إلى العزلة حتى في مراحل عمره الكبيرة إن لم يتم التغلب على تلك العزلة.

 كثرة المشكلات الأسرية التي تحيط بالطفل مثل الخلافات الدائمة بين الأبوين والشجار، فيشعر الطفل بالإرهاق النفسي وعدم الرغبة بمشاهدة هذا المسلسل يوميًا فيميل إلى عزل نفسه لإبعادها عن شجار والديه.

التفريق بين الأطفال داخل الأسرة يسبب لهم حالة من العزلة والانطواء فالطفل الذي يشعر أن هناك تفريقًا بينه وبين أخوته في المجالات كافة قد يولد لديه شعور بأنه طفل غير محبوب وليست له أهمية داخل الأسرة، وانطلاقًا من هذا الشعور نجد الطفل يميل إلى العزلة والانطواء في البيت مما يؤثر عليه بالمدرسة أيضًا.

 إن البعد العاطفي والاجتماعي بين أفراد الأسرة وأيضًا بين الأسرة ككل والمجتمع المحيط بها يسهم بشكل مباشر في ظهور الانطواء عند الطفل.
 
وفي الختام لابد من معالجة هذه الظاهرة الاجتماعية وذلك من خلال عدة أمور منها :
الاحترام الذي يجب إظهاره للطفل وتقبله بكل ما فيه مع نشر روح الدفء من الوالدين للطفل وكذلك الأقران والمعلمين، ويجب أن يتم ذلك بالأفعال وليس فقط بالأقوال، وتبدأ في الأساس من داخل الأسرة فمن لا يشعر بالانتماء والاحترام في الأسرة الخاصة به سيعاني من مشكلة الانتماء والتواصل مع المجتمع الخارجي.

وكذلك تنمية المهارات والمواهب لدى الطفل مما يساعد في بناء الثقة بالنفس ويفضل أن يتم ذلك في إطار جماعي وتشاركي، وتعلم مهارات جديدة وتمثل المهارات الرياضية أو ممارسة الرياضة الرقم الأهم في تلك المهارات.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج (لعيون الورد) الدورة الــ 76 - الحلقة الثانية.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا