ونعني بهذا الأسلوب تأجيل الأب أو الأم تأديب الطفل عند خطئه إلى وقت آخر أو مكان آخر..
وسبب تأجيل العقاب أو التنبيه إما لوجود ضيف أثناء حدوث الخطأ أو لكون الزمن غير مناسب كفترة الليل المتأخرة أو لوجود الأصدقاء والإخوة في المكان..
إنّ هذا الأسلوب من الأساليب المهمة والفعالة التي تؤدي إلى نتيجة مهمة وملموسة، خاصة إذا كان عن تأمل وتعقل من قبل الأب أو الأم.
وأهمية هذا الأسلوب أنه يترك الفرصة لتراجع الطفل عن خطئه بنفسه، كما لو كان الخطأ الأول ولم يكن من الأخطاء الخطيرة.
ومن حسنات هذا الأسلوب أن يلغي كل الاحتمالات التي تؤدي إلى الأساليب الفاشلة وتفوّت الفرصة على أسبابها، كالغضب الذي كان سبباً لكثير من الأساليب الفاشلة.
نعم على الأب أو الأم عند فتح المشكلة مجدداً مع الطفل اختيار المكان والزمان والأسلوب المناسب لذلك، كما وعليهما توعية الطفل وإرشاده إلى خطورة مواقفه أو أعماله على نفسه وأهله ومجتمعه.
وعلى الرغم من حسنات هذا الأسلوب فإنّ له سيئاته الخطيرة إن لم يكن له مبرر كما لو ترك فروض مدرسته وسهر على شاشة التلفاز، فإنّ الإمهال هنا لا ينفع بل هو مضرّ ومفوّت للمصلحة، وهكذا ما لو وجد الطفل يلعب بمفاتيح الغاز وما شابه ذلك.
ولا ننسى الأسلوب القرآني القائل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]، ومهما كان الطفل عنيداً أو مهملاً أو مراهقاً فإنّه سيتأثر بالأسلوب القرآني إذا كان في محلّه وفي الوقت المناسب والطريقة المناسبة، وإن لم يكن للمرة الأولى، ولا ينبغي للأب أو الأم اليأس من ذلك فقد لا يكفي التنبيه الأول والثاني لأن سبب الخطأ لا زال موجوداً عنده.
ومن هنا عند علاج أي مشكلة أو عند توجيه اللوم للأولاد أو تأنيبهم أو تربيتهم، علينا معرفة الدوافع الكامنة خلف فعل الأخطاء، ومعرفة السبب الذي أدى الى ارتكاب الطفل الفعل السيء؟
والأفضل أن يكون ذلك بصيغة السؤال عن الغاية من هذا الفعل ومعناه والهدف الذي يسعى الطفل لتحقيقه. 
أيها الأب الفاضل والأم العزيزة، فكما لديكما أحاسيس وعواطف وميول فكذلك الطفل، واصبرا على طفلكما لأنه تنقصه المعرفة والتجربة التي امتلكتماها أنتما طيلة سنوات حياتكما.
فإننا عندما نتوجه بذلك إلى الطفل أو الشاب يشعر بالاهتمام به وأن الخلفية هي مصلحته ومستقبله وعدم وقوعه فيما يضره.

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 758.
زينب علي