قبل أن تربي كوني قدوة
2022-08-07 10:48:37
395

 

أختي المربية الفاضلة.. كثير من العادات السيئة التي كنا نفعلها في السابق اصبحنا نبتعد عنه خشية أن يقلدها أبناؤنا ولم لا والصغير قابع ينظر إليك ويحاكي ما يراه.

قد نرى مثلا أن الأب يطالب ابنه بعدم الكذب ثم يخبره أن يقول لمن يسأل عنه أنه غير موجود وهو جالس يشاهد التلفاز، أو ينهاه عن النميمة وهو يراه ينال الناس بلسانه أو يعطيه محاضرة عن أضرار التدخين ثم يطالبه بأن يشتري له علبة سجائر، نعم نحن بقصد أو دون قصد نقوم بسلوك شائن غير عابثين باضراره وآثاره.

إن الولد مفطور على حب التقليد وأحب شيء إليه أن يقلد أباه ثم أمه فانظر كيف يراك في البيت معه ومع أمه وكيف يراك في المعاملة معه ومع الناس فقدرة الطفل على الالتقاط الواعي وغير الواعي كبيرة جدا اكبر مما نظن عادة ونحن ننظر اليه على انه كائن صغير لا يدرك ولا يعي حتى وهو لا يدرك كل ما يراه فإنه يتأثر به كله، فهناك جهازان شديدي الحساسية في نفسه هما جهازا الالتقاط والمحاكاة، وقد يتأخر الوعي قليلاً أو كثيراً ولكن هذا لا يغير شيئاً من الأمر فهو يلتقط بغير وعي أو بغير وعي كامل كل ما يراه حوله أو يسمعه، والعادة السيئة التي يلتقطها الطفل من أحد والديه حتى وإن لم يفعلاها أمامه سوى مرة واحدة كافية لأن تزرع فيه معنى سيئاً لا يتناساه بسهولة، فمثلا ولو لمرة واحدة يجد أمه تكذب على أبيه او يجد أباه يكذب على أمه أو أحدهما يكذب على الجيران، مرة واحدة كافية لتدمير قيمة "الصدق" في نفسه، ولو أخذا كل يوم وكل ساعة يرددان على سمعه النصائح والمواعظ والتوصيات بالصدق، أو لمرة واحدة يجد أمه أو أباه يغش أحدهما الآخر أو يغشان الناس في قول أو فعل، مرة واحدة كفيلة بأن تدمر قيمة "الاستقامة" في نفسه ولو انهالت على سمعه التعليمات.

مرة واحدة يجد في أحد من هؤلاء المقربين إليه نموذجاً من السرقة كفيلة بأن تدمر في نفسه قيمة الأمانة وهكذا في كل القيم والمبادىء التي تقوم عليها الحياة الانسانية السوية.

سأربي طفلي على عمل الخير فأسعى لأعمال الخير أنا أولاً وأخصص جل وقتي للمساهمة قدر استطاعتي في كل نشاط أو عمل يخدم الإنسان ويترك أثراً حميداً في المجتمع، في زمن أصبح فيه العمل الإنساني  للتباهي فقط

وأن اسعى الى تقديم الخير للناس ولو كان على حساب مصالحي، أقتسم ما لدي من مال في جيبي مع المحتاجين ،فعل الخير في المجتمع يمنحك سعادة لا توصف ولا تقدر بثمن، فبعض الناس في حاجة إلى يد رحيمة وكلمة طيبة، بعدما قست عليهم الحياة.

سأربي أبنائي على الاستمرار في خدمة البشرية وحمل مشعل العمل التطوعي، حتى تستمر الابتسامة مرسومة على وجوه المقهورين.

وأنتِ على ماذا ستربين طفلك؟

إشارة خضراء: حافظي على مرونتك واستيعابك لاولادك وحسن إدارتك لذاتك وكظمك لغيظك ،كوني جنة أولادك.

إشارة حمراء: تجنبي الغضب وفقدان السيطرة على نفسك ، لا تكوني جحيم أولادك. 

فقدرة الطفل على الالتقاط الواعي وغير الواعي كبيرة جداً أكبر مما نظن عادة ونحن ننظر إليه على أنه كائن صغير لا يدرك ولا يعي، أن أسعى الى تقديم الخير للناس ولو كان على حساب مصالحي، أقتسم ما لدي من مال في جيبي مع المحتاجين، فعل الخير في المجتمع يمنحك سعادة لا توصف ولا تقدر بثمن، فبعض الناس في حاجة إلى يد رحيمة وكلمة طيبة، بعدما قست عليهم الحياة.

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج قبل أن تربي-الحلقة الثالثة- الدورة البرامجية 69.

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا