شراسة المستورد
2022-07-26 09:09:02
433

يرى بعض المختصين في ثقافة الطفل شراسة المؤثر المستورد وضغوط الانبهار بثقافات قد تحجب عن أطفالنا الكثير من سبل حياتهم، مما يعرض أطفالنا للغزو الفكري الذي له القدرة على التأثير الإعلامي، بتقديم هذا الأمر نحتاج اتحاد الاسرة والمدرسة والمسجد والجهات الإعلامية والمجتمع بشكل عام والانتباه الى خطورة تأثير وسائل الاعلام على الأطفال، اذا لم توجّه بشكل صحيح.

لمرحلة الطفولة تأثير عميق على شخصية الفرد واتجاهاته وقيمه، ويحدد سلوكهم المستقبلي، وتبرز أهمية الحاجة الى تنقية مصادر ثقافة الطفل ضد حملات مسخ الهوية الثقافية التي هي إحدى نتائج الغزو والعمل للهيمنة الفكرية والثقافية على أطفالنا.

يعتبر البعض أن الاقتباس من الغرب خطوة على طريق التقدم والرقي، ونحن نرى أنه لا بد من موجهات فكرية توازي تلك المؤثرات, ففي عصر تلاشت فيه الحدود الثقافية بين الدول وفي ظل ثورة علمية تكنولوجية مترامية الأطراف تلعب وسائل الاعلام دوراً هاماً في نفسية الأطفال مثل: التلفزيون والفديو والالكترونيات المختلفة، وتقدم الى الطفل ثقافات مختلفة وموروثات تمتلك حدين: سلبي وايجابي، وهناك وسائل أخرى كالسمعية والمقروءة والمرئية في تكوين خبرة التعلم وتكوين الاتجاهات، فدور الاعلام في تنمية ثقافة الطفل وصقل مواهبه وتنمية مداركه العقلية والعاطفية والاجتماعية؛ كونها وسيلة توجيه وترفيه ووسيلة لنقل قيم وترسيخ وغرز عادات ومعارف التلفزيون يشغل فراغ الصغار والكبار، ويقضون ساعات طويلة تؤثر على حياتهم الاجتماعية وعلاقاتهم، كما تصرفهم على اللعب مع اقرانهم، وتؤثر على متابعة دروسهم مع الأثر السيء لبرامج العنف والجريمة والتلفزيون بديل مؤنس للفراغ؛ نتيجة انشغال الاهل، بينما يحفل بقلة البرامج النوعية للطفل، وشيوع جانب الخيال المدمر، والعنف على حساب القيم والمثل الاجتماعية مستغلاً الانبهار بتسويق الثقافة المستوردة والتي يناقض معظمها القيم الإسلامية والعربية.

اختلفت موازين العقل عند الأطفال، فتصبح اللامعقولية هي المعقولة؛ لأن الطفل يفتح عينيه ليرى رجلاً يطير في الهواء، وينسف الجبال نسفا يشق القمر بيديه يطلق اشعة من عينيه تفعل المعجزات ومغامرات العنف وشخصيات منفعلة، وشخصيات حيوانات ليغرق الطفل في خيالات بعيدة عن الواقع مع سوبرمان، وباتمان، وسبايدر مان، وميكي ماوس.

قصص غريبة دون معاني تربوية موجهة، ولا تهدف الى غرس الاخلاق والقيم الصحيحة، وتبتعد قصداً عن وجود الله تعالى، فالأبطال يتحكمون في الكون من دون اله وفي مقدرات الكون، وهذه القضية تسبب تأخر الطفل الى النمو والجلوس امام التلفاز لساعات طويلة يؤدي الى انحلال صحة الجسم، وبذر الخوف والقلق، وتؤثر على حياتهم الاجتماعية، وتجعل من الطفل شخصية استهلاكية.
الأجهزة الالكترونية هي الأكثر تأثيراً على تربية الطفل، ويفترض أن برامج الأطفال تتميز بالاهتمام بنفسية الطفل وزيادة مقدرته، وتسليط الضوء على القضايا التربوية التي تساهم على اقباله على التعليم، وما تحمله الألعاب الإلكترونية من وحشية وعنف وقتل ودماء، ويبقى امامنا الاهتمام بالإعلام المقروء: كالكتب والمجلات، فما زالت لها الفاعلية والدور الهام في تنمية ثقافة الأطفال، قصص، اشعار، مجلات، كتب، برامج مسموعة لها تأثيراتها الكبيرة ويسليه ويشعره بالمتعة، ويشغل فراغه وهواياته ويرتقي بسلوكه؛ لأنه يبث الاخلاق الفاضلة؛ لكون هذه المرحلة هي مرحلة الخصوبة والتلقي وحفر العادات والسلوكيات، وكما يقال: (التعليم في الصغر كالنقش على الحجر).

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدرمجلة صدى الروضتين عدد 384 (مجلة عامة مستقلة نصف شهرية- تصدر عن قسم الإعلام في العتبة العباسية المقدسة- شعبة الإعلام المقروء). 

آيات يحيى الموسوي.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا