جلوس الأطفال أمام التلفزيون يؤثر على تواصلهم الاجتماعي
2022-04-17 11:45:58
389

  عزيزتي الأم.. هل تواجهين مثل هذه المشكلة في أسرتك؟ هل تعلمين ماذا يقول الأطباء عن عادات الأطفال الصغار في مشاهدة التلفاز؟ وما هي الفترة التى يصبح فيها البقاء أمام الشاشة طويلا جدا؟ فإن الأطفال يجب أن يبقوا بعيدا عن التلفاز حتى يصبح عمرهم على الأقل عامين.

إن جلوس الأطفال الصغار أمام الشاشات "ربما يقلل من حجم الوقت المتاح أمامهم للعب النشط والاتصال الاجتماعي مع الآخرين وفرص تطوير اللغة" حتى المجهود المحدود قد "يؤثر في تطوير المجال الكامل لحركة العين" و "يقلل فترة الوقت التي يبقون فيها في وضع التركيز، كذلك إنه في بعض المنازل وفي العديد من مراكز رعاية الطفولة يعمل جهاز التلفاز طيلة الوقت.

 وأيضا من أخطار الجلوس إن الأطفال يحتاجون إلى النشاط البدني وإذا كان الآباء ومراكز رعاية الأطفال يضعون ببساطة الأطفال أمام التليفزيون وتركهم أمامه، فإنهم بذلك يقللون من حجم الوقت الذي يشاركون فيه بالفعل في أنشطة أخرى".

كذلك مشاهدة التلفاز لا يحرمهم من أنشطة محفزة فحسب، بل يساهم في تدني تحصيلهم العلمي واكتسابهم المزيد من العادات غير الصحيّة عند التقدم بالعمر، وتقول الدراسة المنشورة في "أرشيف طب الأطفال والمراهقين" إن كل ساعة إضافية يقضيها الصغار أسبوعياً أمام التليفزيون تترجم بالسلب فوراً على سلوكياتهم داخل الفصول الدراسية، وتدني معدل درجاتهم في مادة الرياضيات والأنشطة البدنية، والإقبال أكثر على عادات غذائية سيئة في سن العاشرة.

ويلاحظ عدد من الأمهات ومدرّسات مرحلة رياض الأطفال ظهور جيل من الأطفال يتحدثون لغة عربية فصحى وبعض الكلمات الإنجليزية،  وذلك لطول مكوثهم لمشاهدة الرسوم الكارتونية، حيث يتأثر الطفل بالرسم الكرتوني، ويعمد إلى تقليد ما به من لغات أو لهجات، وأوضحن أن ذلك جعل اللغة التي يتحدث بها الأطفال متعددة اللهجات والأنماط مما يتسبب في تشتت الطفل.

 إن الطفل يقضي طوال يومه بالمدرسة، وفي مشاهدة التلفاز، بينما مكوثه مع أهله قليل جدا بسبب انشغاله، ذلك يعود بالإيجابية على الطفل من حيث إكسابه مهارة لغوية،  وبعض الكلمات الإنجليزية"،  منبهّة إلى "أهمية أن يراعي المشرفون على تلك البرامج سلامة لغتها واحتواءها على لغة رصينة فصيحة يشرف عليها مختصون باللغة العربية، حتى لا ينشأ جيل مع الوقت يتحدث كلمات غير عربية معتقدا أنها عربية، وتضيع هوية اللغة العربية، ويصعب على العربي بعد سنين فهم الكلمات الفصيحة التي هي لغتنا أصلا".

هل تعلمين بأن مشاهدة الرسوم الكارتونية الأجنبية قد تعزز لغة الطفل الإنجليزية،  ولكنها لا تكسبه إياها إذا لم يكن يعرف أساسياتها،  كما أنها قد تضيف لمحصوله اللغوي بعض الكلمات، ولكنها تدخل على الطفل ثقافة مجتمع آخر لا تتناسب مع ثقافتنا الإسلامية.

كذلك أن مشاهدة الطفل للرسوم الكارتونية باللغة العربية الفصحى تعزز داخله هذه اللغة،  ويتلقاها بكل يسر، لأنها لغتنا الأم، حتى ولو كنا نتحدث باللهجة العامية في حياتنا اليومية، مضيفة أنه قبل عشر سنوات تقريبا كانت الرسوم الكارتونية جميعها مدبلجة بلغة عربية فصحى رصينة تنفع الطفل في إكسابه الكلمات الفصحى، وتوسع مداركه ومحصوله اللغوي من الكلمات الفصيحة، كذلك أن عددا من الرسوم الكارتونية تدبلج حاليا إلى لهجات عامية قد تكون خليجية أو مصرية، وهذه اللهجات لا تساعد على رفع المستوى اللغوي الفصيح لدى الأطفال، بل تقلل منه.

وأضافت الخضام أن قراءة الطفل للقصص أفضل، لأنها تنمي لديه الجانب اللغوي والخيال أيضا، حيث إن الرسوم الكارتونية لا تمنحه الفرصة للتخيل كما تمنحه إياها القصة، كما أن القصة تنمي التركيز في الطفل،  حيث إنه إذا سها عن فقرة من القصة، فلن يستطع فهمها لانقطاع السياق الفكري لديه، فيلجأ إلى التخيل.

وأيضاً إن الرسوم الكارتونية تشد الطفل أكثر كون الأشياء المتحركة تجذب انتباهه أكثر من الأشياء الجامدة، ومع ذلك فإن القصة تفيد الطفل على المدى البعيد حيث تنمي مواهبه وقدراته.

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج أوراق من الورود-الحلقة الثالثة- الدورة البرامجية 66.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا