دور رياض الأطفال في تقويم سلوكيات الطفل الناتجة عن محيطه وبيئته
2022-02-19 08:13:27
704

ما هو الدور الذي تلعبه الرياض في تقويم سلوكيات الطفل أو العكس لإختلاف بيئات الأطفال المتواجدين هناك؟

أجابت الباحثة الإجتماعية الست مائدة الدوركي بأن رياض الأطفال يجب أن تتوفر فيها بيئة ملائمة مناسبة وكذلك آمنة للأطفال تساعد في إرشادهم قبل تعليمهم لأنها بالطبع تحوي الكثير من الأطفال من مختلف البيئات وبطرق تربية قد تكون عالية او تكون العكس تماما أو قد يكون الطفل خارج من بيئة تعنيف أو أسرة مفككة وغيرها من الصفات المذمومة وكلها تظهر من خلال سلوكياته، من الواجب هنا أن تكون معلمة رياض الأطفال ذات ضمير حي وتعمل على تعليمه وإرشاده وتتبع معه منهج يقوم بإعادة صياغة السلوكيات لديه ولكل المشاكل التي من واجب المعلمة أن تكتشفها خلال هذه المرحلة، حيث أن كل تصرف وسلوك ينقله الطفل من بيئته فمن الممكن أن يكون الطفل منطوياً خائفاً على الدوام دليل على تعرضه للتعنيف مثلاً أو لا يحصل على مساحته الكافية من الإهتمام في منزله، كذلك من الممكن أن نجد الأطفال الذين يتسمون بصفة الأنانية ويرغبون بتملك كل شيء يكونون في المنزل مدللين بالحد الزائد عن المعقول أو من الأطفال من يبحث عن العناق والقبل سداً لنقص الحنان في حياته الأسرية، وغيرها الكثير من الأمور والمشاكل التي على المعلمة ملاحظته متابعتها وعلاجها بالتدريج كونها اللبنة الأساسية في هذه المرحلة.

على ذكر هذا الموضوع فتذكر الدراسات أن الطفل في مرحلة رياض الأطفال يحتاج الى ضبط أكبر من المراحل الباقية؟

الضبط وعلى وجه الخصوص في هذه المرحلة له أساليبه الخاصة فعلى المعلمة خلال هذه المرحلة أن تقيم علاقة وثيقة مع الطفل علاقة صداقة طيبة لتكون المعلمة مصدر الأمان له من يثق بكلمتها فيلتزم بها.

في رياض الأطفال يقومون بطلب كل شيء من الصغيرة حتى الكبيرة لذا عند طلب أمور مادية لا يجب تلبية كل المتطلبات لأنه يجب أن تكون هناك حدود للطلب وأن عليه تحمل مسؤولية نفسه في بعض الأمور لا طلبها فضلاً عن جعل الطلبات متبادلة فيمكن للمعلمة أن تطلب أمورا من الأطفال لكي لا يشعر بأن طلباته فقط هي المجابة وبالطبع يجب أن تكون الطلبات صغيرة قابلة للتطبيق حتى لا تخلق شعورا بالحقد أو الإحباط أو أي نتائج عكسية.

كذلك هناك أطفال لم يتعلموا الحدود أو القوانين العامة فيجب عن دخول الأطفال الى الرياض وبعد إستقبالهم وإعتيادهم على الجو العام يجب إنشاء أنظمة وقوانين ضمن حدود المرحلة العمرية للأطفال وشرحها لهم بشكل مبسط كأن يكون على هيئة أنشودة أو قصة وغيرها من الأساليب لان الطف حين يخرق قانوناً معينا لا يعلم بوجوده أصلا سيكون من المحجف بحق الطفل معاقبته مما يترك أثراً سلبياً في نفسه وتساؤل كبير عن الخطأ الذي قام به.

هناك معوقات تربوية جداً كبيرة على الأسرة التعليمية في رياض الأطفال قد تتعرض لها حيث يكون الأطفال ذوي تصرفات عدوانية وردد أفعال مبالغة وتلفظات نابية على الدوام، فكيف الحل مع هكذا حالات؟

عن طريق الإرشاد النفسي الدائم للأطفال عن طريق القصص والنشاطات الغير مباشرة التي تركز تماماً على عكس سلوكياته وألفاظه  دون توجيه العقاب المباشر من أو مرة بل التغافل وغض الطرف في حالكان السلوب غير مؤذيا لمن حوله فالعقاب المباشر يسبب العناد خاصة عند الطفل في هذه المرحلة العمرية.

هل العقاب مذموم في جميع الحالات أم  مسألة الثواب والعقاب أم ضروري؟

الثواب والعقاب هو أمر ضروري في كل المراحل ولكن العقاب بقسوة هو الذي تكون نتائجه سلبية أكثر من كونها إيجابية ودائما ليكن العقاب هو آخر السبل التي تلجأ لها المعلمة ويجب ان يكون بضوابط معينة لا بالتعنيف الذي يضر عواطف الطفل وشخصيته وهناك الكثير من البدائل للعقاب.
وفوق كل هذا يجب إعطاء الطفل حرية في التعبير عن نفسه عما يتعرض له في رياض الأطفال أو حتى في المدرسة دون تضييق الأفق عليه مما يجعله دائم البحث عن منافذ أخرى غير الأهل هارباً من عقابهم وضغطهم لا بل على العكس تماما فالمصادقة هي خير حل لهكذا أمور تجعل تبادل الخبرات بين الطفل وأهله أمر محبب وتجعل كلمة الأهل مسموعة بالنسبة للطفل كونه لا يرى منهم ما يؤذيه أو يضغط عليه ويجعل من الحياة موحشة وسوداوية لذا هنا يجب الإنتباه الى نقطة معينة وهي عدم تشويه صورة الحياة أمام الأطفال على العكس تماماً تربيتهم على أن الحياة جميلة وفيها الكثير من الأمور التي تجلب لنا البهجة والسعادة تعليمه التفاؤل والإيجابية حتى إن كانت ظروف الأهل لا تساعد فهذه مسؤوليتهم التي ألقيت على عاتقهم حين قرروا إحضار طفل الى هذه الحياة.

كذلك عبارات كثيرة حان الوقت لإنقراضها تلك التي تبدي عدم فم الأطفال لما يحدث حولهم أو لصغر عمرهم فهم لا يدركون بعض المسائل والحال أن في هذا الوقت من الزمان الأطفال لا يعصى عليهم معرفة شيء نهائياً، فيجب إحترام معرفة وإدراك الطفل وعند شعوره بهذا الإحترام حينها يعي مسؤوليته تجاه كلماته وتصرفاته المختلفة كون عائلته ومن في رياض الأطفال يرونه مسؤولاً فاهماً يلاقي التشجيع والإعجاب والمدح من قبل أهله ومن الآخرين.


ما هي نصيحتكم لكل أم بمسألة التعامل مع الأطفال وخاصة إن كانت منشغلة أو سريعة الغضب؟

إعطاء فرصة للطفل بأن يكون هو المتحدث والراوي لتعطيه شعور الأمان في البيت ليظهر كل مشاعره دون حرمان وغيره من الأمور السلبية لتظهر فيما بعد مشاكل نفسية أعظم نحن في غنى عنها.

وأضافت مدربة التنمية البشرية الست حوراء كريم  أن من خلال المعلم والمعلمة تنمو جميع السلوكيات في هذه المرحلة العمرية سواء كانت إيجابية أو سلبية على إختلاف المستويات فيجب العمل من قبل الأسرة التعليمية في رياض الأطفال على تعزيز السلوكيات الإيجابية ورفعها عن طريق برامج تربوية لخلق طفل مميز بالإندماج مع بعض.

ويأتي كذلك دور الأم لتساعد طفلها بتوفير البيئة المناسبة للطفل قدر الإمكان لبناء مجتمع صحيح سائر على نهج محمد وآل محمد(عليهم السلام) يتكون من هؤلاء الأطفال الصغار.    

 

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج قبل سن الدراسة-الحلقة الرابعة- الدورة البرامجية 59.


 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا