كيـف ينمو الضميـر لـدى الطفـل؟
2021-08-15 11:26:15
794


تبدأ عملية نمو الضمير في السنة الثانية من عمر الطفل، عندما يكتسب تحريم أفعال معينة (لا تقترب من الكتب) (لاتفتح الدولاب).. إلى آخر ذلك من التحذيرات التي يتلقاها الطفل تدريجياً.

ومع تقدم السن لايقتصر الضمير على تلك الأوامر والنواهي البسيطة بل يتسع ليشمل معايير أكثر تعميماً، ليشمل عما يجب وما لايجب، فلا يكتفي الطفل بالعزوف عن ضرب أخيه الأصغر، مثلا، ولكن يتجاوز ذلك بأن يسلك تجاهه بطريقة (عطوفة) حانية (بشكل عام).

 بل أكثر من ذلك، قد يتعلم الطفل أيضا أن يكون (أميناً) و(مطيعاً) لايكذب ولايسرق، يحترم حقوق الآخرين وصالحهم ومع ذلك ينبغي ألا ننسى حقيقة مهمة جداً، وهي أن مجرد (معرفة الطفل بهذه المعايير لاتعني بالضرورة أنه يتصرف بمقتضاها) فالتزام الطفل بالمعايير الخلقية، إنما يعتمد علي عوامل أخرى مهمة.

ويتم تأثير الأسرة في تشكيل السلوك الاجتماعي للطفل من خلال ما يمكن أن نسميه بعملية التنشئة الاجتماعية، فعن طريق هذه العملية يكتسب الطفل السلوك والعادات والعقائد والمعايير والدوافع الاجتماعية التي تقيمها أسرته والفئة الثقافية التي تنتمي إليها هذه الأسرة.

ولكن كيف يقوم الآباء بالفعل بهذه العملية؟ ما الذي (يعملونه) لكي ينشئوا أبناءهم اجتماعياً؟ وكيف يقومون بتدريبهم على إحداث ذلك التغيير؟..  (حوار مع الضيفة)
أختي الفاضلة إن تبني الطفل لقيم ومعايير الوالدين يعتمد على مقدار الدفء والحب اللذين يحاط بهما في علاقته بوالديه ومن خلال هذه الحقيقة نستطيع أن نرى أن الطفل الذي يتوحد بقوة مع الوالد يكون أسرع بالطبع في تبني المعايير السلوكية لذلك الوالد
 هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، فإن الطفل الذي يتمتع بعلاقة عاطفية دافئة مع الوالدين يكون حريصاً على الاحتفاظ بهذه العلاقة، ويخشى بدون شك من فقدانها
من الواضح أن نمو الضمير عند الطفل يعتمد على معايير الآباء أنفسهم، كما يعتمد على طبيعة العلاقة بين الطفل وأبويه، إضافة الى بعض العوامل التي تساعد على نمو الضمير عند الطفل:

منها أن يكون لدى الوالدين ضمير ومعايير خلقية ناضجة ومعقولة ليست متشددة أكثر من اللازم أو جامدة أو قاسية.

وأن يكون تبني الطفل للمعايير (الوالدية) قائما على أساس عملية توحد إيجابية: حباً وليس خوفاً.

وإحدى الطرق التي يستخدمها الآباء في عملية التنشئة الاجتماعية لأطفالهم مستمعتي هي بالطبع طريقة الثواب والعقاب.

على أن الأطفال لاينتظرون حتى يوقع عليهم الجزاء (ثواباً أو عقاباً) لكي يكتسبوا ألواناً جديدة من السلوك. إن الأطفال يتعلمون أيضاً عن طريق الملاحظة والتقليد ثم إنهم يتعلمون أيضا عن طريق التوحد مع الوالدين.

إذن، الثواب والعقاب وملاحظة الآخرين وتقليدهم والتوحد مع الوالدين، تسهم جميعاً في التنشئة الاجتماعية للطفل.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج أهداب تحرس الأحداق- الحلقة الخامسة-الدورة البرامجية64


 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا