مجالس الآباء ما لها وما عليها
2021-05-04 08:07:53
1367

يعد مجلس الآباء والمعلمين حلقة مهمة من حلقات التواصل بين اولياء الامور وإدارة المدرسة، كونه يمثل في جانب منه التداول والتباحث في أمور كثيرة، وأبرزها فيما يتعلق بالتلميذ او الطالب وهو امر يحتاج الى التداول بشكل مستمر بين عائلته والمدرسة من أجل تصحيح الاخطاء وتداركها او حتى تشخيص مكامن الخلل ومعالجتها، فالعملية التربوية والتعليمية عبارة عن مثلث يتكون من التلميذ والمعلم والمنهج المدرسي، لكنه دائماً بحاجة للضلع الرابع وان يكون بشكل مربع وذلك بإضافة عنصر مهم جداً وهو الأسرة؛ باعتبار التلميذ او الطالب حلقة الوصل بين المدرسة والبيت وبالتالي يصبح من الضروري جدا أن تكون هنالك شراكة قوية بينهما لكي يصل التلميذ لأهدافه المنشودة، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توثيق الصلات بين البيت والمدرسة وان يكون هنالك تعاوناً وثيقاً بينهما من اجل مصلحة الطلاب وبالتالي تنعكس تلك الممارسات الايجابية على المجتمع ككل.

ان الظواهر التربوية الرائدة  التي كنا نعيشها خلال السنين الماضية اخواتي هي ظاهرة مجلس الاباء والمدرسين التي كانت منتشرة في الاقضية والنواحي، هذه الظاهرة اصبحت تقليداً تربوياً لجأت اليه اغلب ادارات المدارس بجميع مستوياتها الابتدائية والمتوسطة والاعدادية وكانت تؤدي  فعلاً تربوياً ناضجاً وعلمياً واضحاً من خلال المتابعة الميدانية لتلك الاسرلابنائنا الطلبة.

فقد كنا نعايش مستوى ابنائنا من خلال هذا المجلس الذي اصبح فيما بعد نهجاً تربوياً وعنواناً رسمياً لكل المدارس، حيث يحضر اولياء الامور  للطلبة وفي اجتماع عام  يضم جميع الاسر مع ابنائهم والاسرة التدريسية ومعرفة  المستويات العلمية للطلبة، وقد كان من المخجل  ان تتفاجأ بان ولدك او من كنت حاضراً من اجله قد يكون متلكئا في درس او درسين وبالتالي توجب المتابعة من قبل ولي الأمر..لأن المنظومة التربوية  سواء كانت متوسطة او ثانوية وحتى الابتدائية لاتعطي الاخلاق  للطالب بقدر ما تعطيه العلم والمعرفة.

إذن لابد من وجود صلة وثيقة بين الادارة المدرسية والبيت؛ لذلك جاءت فكرة  تشكيل مجلس الاباء والمدرسين، الا اننا وللاسف الشديد لم نشاهد او نشعر عن قرب وجود هذه الظاهرة التربوية هذه الايام  الامر الذي يدعونا ان نوجه مجموعة من الاسئلة  لهذا العزوف او هذا الضياع او هذا الغياب لتلك التجربة. 

إن مجلس الآباء والمعليمن يهدف الى  توثيق الصلات بين البيت والمدرسة وتطوير العلاقات الانسانية فيها واشــــاعة التكافل الاجتـــــماعي والتضامن ومســــاعدة الاخرين، اضافة الى تعميق الوعي الوطني والعلمي والتربوي والثقافي والصحي بما يؤدي الى تحسين البيئة المحلية ويجعل المدرسة مركز إشعاع في المجتمع، والإسهام في احكام وضبط السلوك الاجتماعي للطلاب والمعلمين داخل المدرسة وخارجها وبخاصة ما يتصل بالعلاقة بين الطالب والمعلم واصول التعامل بينهما والاهتمام بالنظافة والمظهر والتزام الحشمة وعدم التبرج، وبذلك نحث جميع اولياء الامور من الاباء والامهات الاهتمام على حضور مثل تلك التجمعات؛ لما تعطيه من دافع معنوي لأولادهم في مواصلة مشوارهم العلمي والتربوي وتقويم سلوكهم الاجتماعي والاخـــــلاقي وايضاً التواصل بشكل مستمر مع إدراة المدارسة.

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج قبل بلوغ الساحل-الحلقة العاشرة-الدورة البرامجية62.


 

 

 

 

 

 

 


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا